كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية, أن مصر "هددت بالتوقف عن الوساطة" في المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس, وذلك بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين, لم تسمهم, أن القاهرة "غاضبة" لأن إسرائيل "أعطتها مهلة قصيرة قبل السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي", الثلاثاء, و"هددت بالتوقف عن العمل كوسيط في المفاوضات", مما قد يعرض المحادثات للخطر.
وقال المسؤولون إن "مصر منعت, الأربعاء, أي شاحنات مساعدات إنسانية من دخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم", حتى بعد أن أعلنت إسرائيل إعادة فتح المعبر.
والثلاثاء, أعلن الجيش الإسرائيلي السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر, لتدخل قواته المنطقة للمرة الأولى منذ عام 2005, في خطوته أدانتها القاهرة.
كما أعلنت إسرائيل, الأربعاء, عن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم, لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة, بعدما تم استهدافه, الأحد, بصواريخ قالت إنها "أُطلقت من رفح", مما أسفر عن مقتل 4 جنود.
وحسب الصحيفة الأميركية, لا يزال معبر رفح مغلقا, بينما يُعتبر معبر كرم أبو سالم, الطريق الرئيسي لإيصال المساعدات الآن إلى جنوبي غزة.
ودعت الولايات المتحدة إلى إعادة فتح معبر رفح الحدودي, وهو الميناء الرئيسي لعمال الإغاثة الدوليين والمدنيين الجرحى الذين يبحثون عن علاج في الخارج.
وقالت منظمة الصحة العالمية, الأربعاء, إن إغلاق معبر رفح الحدودي يعني "نفاد الوقود من الخدمات الصحية في جنوب قطاع غزة خلال 3 أيام".
وعلى صعيد آخر, "اختُتمت المحادثات الفنية" للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في القاهرة, الأربعاء, "دون إحراز تقدم كبير", وفق ما قال مسؤولون مصريون لـ"وول ستريت جورنال".
ووصل مدير وكالة الاستخبارات الأميركية, وليام بيرنز, إلى إسرائيل, مساء الأربعاء, للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو, ومسؤولين آخرين, في إطار جهوده للتوصل إلى اتفاق هدنة.
وكانت حماس قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع, قبولها مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تقدمت به مصر وقطر.
ولاحقا, قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية, ماثيو ميلر, في إفادة صحفية: "دعوني أوضح أمرا واحدا, وهو أن حماس لم تقبل بمقترح وقف إطلاق النار. حماس استجابت وحمل ردهم عدة اقتراحات, وهو ليس مساويا للقبول".
وأضاف ميلر, الثلاثاء: "هذا البيان الذي صدر (الإثنين الموافق 6 أيار), وتم تداوله على نطاق واسع, ولا ألقي باللوم على من نقله, فهو ما ذكره البيان, (لكنه) لا يعكس بدقة ما حدث. هم (حماس) استجابوا كما يفعل الأشخاص (عادة) في إجراءات المفاوضات, لكنه لم يكن قبولا به".
وحسب "وول ستريت جورنال", فإن حماس "أضافت شروطا لم توافق عليها إسرائيل, بما في ذلك الانسحاب الكامل من غزة".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي, الأربعاء, أن بلاده "لا ترى أي علامة على تحقق انفراجة في المحادثات", لكنها تبقي على وفد مفاوضيها متوسطي المستوى في القاهرة حاليا.
واستأنفت مصر محاولة إحياء المفاوضات في أواخر الشهر الماضي, خاصة في ظل قلقها من شن إسرائيل عملية على حماس في رفح بجنوب قطاع غزة, حيث يوجد أكثر من مليون نازح فلسطيني بالقرب من حدودها.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول, مما أسفر عن مقتل 1200 شخص, معظمهم مدنيون, وبينهم نساء وأطفال, وفق السلطات الإسرائيلية.
كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة, ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم, وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وردا على الهجوم, تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس", وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر, أسفرت عن مقتل نحو 35 ألف فلسطيني, معظمهم نساء وأطفال, وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.