لم يعد خافياً القلق والحذر على الساحة الداخلية عموماً, في ضوء تنامي التهديدات الإسرائيلية بالتصعيد على جبهة الجنوب, وخصوصاً وأن حكومة الحرب في إسرائيل, تواصل الدفع باتجاه توسعة الحرب وذلك بمعزلٍ عن حرب غزة.
اعلان
وفيما تزامن سحب الورقة الفرنسية للتهدئة بعد اكتمال الردّ اللبناني مع تحذيرات من الإليزيه من التصعيد, فإن الثابت وفق الرئيس التنفيذي لمؤسسة "إنيغما" للتحليل العسكري رياض قهوجي, أن هذه الورقة لم تسقط, موضحاً أن الفرنسيين قد استلموا الردّ اللبناني, ولكنهم تركوا ورقتهم في حالة "القابلة للنقاش".
ويؤكد المحلل العسكري قهوجي, في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت", إنه لا يمكن القول أن الورقة الفرنسية قد رُفضت, فهي موجودة لأنها مفتوحة للتعديل والتغيير.
ورداً على سؤال حول ما تناولته هذه الورقة من تركيز على ترتيبات أمنية في الجنوب من ضمن القرار الدولي 1701, يقول قهوجي, إن كل الأطراف الخارجية تعمل اليوم لكي يكون القرار 1701, المنطلق لتهدئة الوضع في الجنوب, ولكنه يحذر من أنه في حال انفجر الوضع وحصلت حرب إسرائيلية واسعة وعملية برية, فإن هذا سينهي ال1701, لأنه عندما تنتهي الحرب سيصدر قرار دول جديد ينهي القرار السابق ويحمل شروطاً وبنوداً مختلفة.
وأمّا لجهة احتدام المواجهة على جبهة الجنوب, يرى قهوجي, أن هناك قناعة لدى "حزب الله" وإيران, بأن إسرائيل ستُقدم بعد انتهاء عملية رفح, على تحييد الجبهة الجنوبية بشنّ عملية كبرى, وعلى هذا الأساس, فإن جزءاً من التبريرات لفتح جبهة جنوب لبنان, كان استباق هذه العملية وثني إسرائيل عنها, ولكن الأمور تسير في منحى آخر اليوم.
إلاّ أن قهوجي يستدرك لافتاً إلى أن هذا الإحتمال ليس مؤكداً في ضوء استمرار الجهود الديبلوماسية للحؤول دون أي عملية من هذا النوع, كما أنه يكشف أن الحزب يعلم أنه لن يوافق على الشروط الحالية المطروحة, ما يجعل من المتوقع التصعيد على الجبهة اللبنانية.
وفي هذا المجال, لم ير المحلل قهوجي أي علاقة بين عملية رفح وجبهة المشاغلة في الجنوب, لافتاً إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تملك أجندةً خاصة, ويقضي بخلق أمر واقع في مدينة رفح من أجل استثماره في الداخل كونه يخدمه على مستوى الإنتخابات وعلى مستوى تعزيز نفوذ اليمين المتطرف, كما أنه مرتبط بموضوع حل الدولتين.
وبالتالي وعلى المستوى العسكري, يستنتج قهوجي أن ما يحصل في رفح لا يؤثر على الجبهة اللبنانية, حيث أن المجهود العسكري محدود على مستوى الحجم بالمقارنة مع ما قامت به إسرائيل على الجبهة الشمالية في غزة, ذلك أن حجم القوة العسكرية التي ستضعها إسرائيل للسيطرة على رفح, يتجاوز ما استخدمته لاحتلال شمال قطاع غزة وفي خان يونس.