لا يزال المواطن الجنوبي منذ اندلاع الحرب يدفع الأثمان الباهظة إنْ في الأرواح أو على مستوى الخسائر الماديّة في المنازل والأراضي, وشتلة التبغ الجنوبيّة التي لطالما كانت أحد أساب الصمود الجنوبي هي اليوم تُعاني أكثر فأكثر. حيث من المُتوقع أنْ ينخفض الإنتاج أكثر من 50% بما يُشكل خسائر لأكثر من 16 ألف مزارع, ناهيك عن احتمال إرتفاع الخسائر في السنوات المُقبلة نتيجة استعمال إسرائيل للفوسفور الأبيض باستهدافها الأحراج والأراضي ما يُبقيها ملوثة لعدة أعوام.
ويوضح رئيس نقابة مزارعي التبغ في الجنوب ونائب رئيس الإتحاد العمالي العام في لبنان المهندس حسن فقيه أن "مع إنطلاق الأزمة في لبنان منذ أربع سنوات بدأت زراعة التبغ بالتراجع جنوباً, لكن خلال السنتيْن الماضيتيْن تم العمل على تحسين الأوضاع بناءً على جهود حثيثة من قبلنا ومن قبل إدارة حصر التبغ والتنباك. ومع إعادة التسعير بالدولار إستعادت هذه الزراعة حيويتها وبذلك بدأ المزارعون تحقيق الأرباح مُجدداً, علماً أن المزارع لا يعتمد على هذه الزراعة حصراً لتأمين مدخوله, بل هي جزء إلى جانب مصادر أخرى للدخل".