ربط الباحثون, على مدى العقد الماضي, التعرض للسموم البيئية, مثل المبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة, بتطور مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS).
والآن, وجدت دراسة جديدة أجرتها جامعة ميشيغان الطبية أن التعرض التراكمي للسموم البيئية, والذي يطلق عليه الباحثون اسم ALS exposome, من خلال تخزين المواد الكيميائية في مرائب المنازل قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري.
ويعرف التصلب الجانبي الضموري بأنه حالة مرضية تصيب الجهاز العصبي وتؤثر في الخلايا العصبية في الدماغ والحبل النخاعي.
وكان عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ هو الأكثر شهرة بين المصابين بهذا المرض الذي يسبب فقدان التحكم في العضلات اللازمة للحركة والكلام والأكل وحتى التنفس, وتزداد أعراضه سوءا مع مرور الوقت. ولا يوجد علاج لهذا المرض, ويسبب في نهاية المطاف الوفاة.
ويعد التخزين الذي يتضمن مواد كيميائية متطايرة في المرآب أمرا شائعا للغاية, بما في ذلك معدات مثل المنشار أو المذيبات, والمنظفات, والدهانات, وغيرها من العناصر.
وقام الباحثون بتقييم التعرض في البيئة السكنية من خلال دراسة استقصائية شملت أكثر من 600 مشارك, سواء كانوا مصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري أو من دونه.
ومن خلال التحليل الإحصائي, وجدوا أن تخزين المواد الكيميائية, بما في ذلك المعدات التي تعمل بالبنزين, ومنتجات العناية بالعشب, والمبيدات الحشرية, والطلاء, ومستلزمات النجارة, كان مرتبطا بشكل كبير بمخاطر التصلب الجانبي الضموري.
وكانت جميع المواد الكيميائية المبلغ عنها والمرتبطة بتطور المرض متطايرة وتحتوي على مكونات سامة. وأبلغ معظم المشاركين عن تخزين العديد من العناصر في مرآب متصل بالمنزل, ومع ذلك, فإن تخزين المواد الكيميائية في مرآب منفصل لم يظهر ارتباطا قويا بالمخاطر.
ويقول الباحثون إن تدفق الهواء والملوثات المحمولة جوا من المرائب الملحقة بمساحة المعيشة قد يفسر هذه النتيجة.
ويشرح الدكتور ستيوارت باترمان, المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ علوم الصحة البيئية في كلية الصحة العامة في جامعة ميشيغان: "خاصة في المناخات الباردة, يميل الهواء الموجود في المرآب إلى الاندفاع إلى المنزل عند فتح باب الدخول, ويحدث تدفق الهواء بشكل أو بآخر بشكل مستمر من خلال الشقوق والفتحات الصغيرة في الجدران والأرضيات. وبالتالي, فمن المنطقي أن الاحتفاظ بالمواد الكيميائية المتطايرة في مرآب متصل يظهر التأثير الأقوى".