التنمر قد يتحول الى آفة في المدارس ما لم يتم تداركه, نظرا لتمدد هذا السلوك السلبي الذي يصل احيانا الى استخدام العنف أو التهديد أو الضغط أو السخرية أو الإهانة بشكل متكرر ضد تلميذ آخر.
عن قصد او عن غير قصد, يهدف التنمر إلى إيذاء المُستهدف, سواء عاطفيًا أو جسديًا أو اجتماعيًا... لذا تسليط الضوء على ما يحصل في المدارس بات أمرا ضروريا.
من هذا المنطلق, كان كتاب "سامر والمدرسة"الموجه الى الاولاد ما بين السابعة والتاسعة من العمر, للكاتبة الدكتورة ايليان ابي سليمان الذي يحاكي واقع مرير عانى منه "سامر".
الكتاب الذي يقع في 15 صفحة من الحجم الصغير صادر عن "دار الفكر اللبناني", يطرح قضية التنمر بطريقة شيقة تخاطب الاولاد في هذه المرحلة الاساسية من بناء شخصيتهم, لا سيما بعدما اكتشفت "الامّ" عن طريق الصدفة السبب الكامن وراء رفض ابنها "سامر" الذهاب الى المدرسة لا بل كرهه لها... "انه التنمر", فانكبت على حلّ المشكلة, وذلك من خلال حبكة قصصية دُعِمت برسومات اعدتها الفنانة اميرة حسيني.
وتشرح الكاتبة ابي سليمان عبر وكالة "أخبار اليوم" ان التنمر هو موضوع العصر, مشيرة الى انها ارادت التطرق اليه في تجربتها الاولى الموجهة الى الاولاد من اجل التوعية, مشددة على اهمية حث الاولاد على البوح عما يتعرضون له دون تردد او خوف.
ونظرا لاهمية هذا النوع من القصص التوعوية, تلفت ابي سليمان الى ان "سامر والمدرسة" سيُدرج ضمن لوائح القصص المعتمدة في المناهج التربوية, آملة ان يُعتمد في العديد من المدارس, وموضحة انها ستتطرق الى مواضيع اخرى تهم الاولاد او يتعرضون لها في قصص ستكتبها لاحقا, خصوصا وان هؤلاء يتأثرون بما يقرأونه او يشاهدونه, فكيف اذا عُرض امامهم النموذج الصحيح والسليم.
وهل هناك اقبال على قراءة الكتب, في وقت يتجه فيه معظم الاولاد الى ما تقدمه الوسائل التكنولوجية, ترى ابي سليمان ان القراءة امر اساسي, وعلى الاهل ايضا ان يلعبوا دورهم في تشجيع اولادهم على اكتساب هذه المهارة, وتعزيز اللغة العربية – لغتنا الام- التي قد تكون في المرتبة الثانية بالنسبة الى البعض حيث تتقدم الفرنسية والانكليزية.
من جهة اخرى, تكشف ابي سليمان ان كتابا جديدا سيبصر النور في الصيف المقبل تحت عنوان "نيكول عازفة البيانو" وهو مجموعة قصص قصيرة موجهة الى الراشدين, بعد كتابيها "اسرار رجل", "المرأة بين الاسر والحرية".