تكريماً لهامتها الشامخة في عالم الأدب العربي, وعزفها على ناي الحريّة النسائيّة الذي داعب في عصرها والعصور التي تعاقبت أحلامَ الكثيرات ممّن تعرّضن للقمع الفكري والتعليمي, وبحضور حشدٍ مميّز من أهل العلم والأدب والثقافة والسياسة والقامات الروحية, نظّم مجلس قضاء زحلة الثقافي بالتعاون مع المسرح الآخر-أكاديميّة الممثل, ندوةً عن الأديبة الكبيرة مي زيادة, تحت رعايةِ الجامعةِ الأميركيُة في بيروت, وبلدية زحلة المعلقة تعنايل وبحضور المهندس أسعد زغيب رئيس البلدية وكانت كلمة لرئيس مجلس قضاء زحلة الأستاذ مارون مخول وصف فيها الأديبة مي زيادة على أ نّها تجاوزت زمنَها ودعت للنهضةِ الشاملةِ لحقوقِ المرأة, وتعالت على جروحِها لتبقى هامةً منتصبةً في تاريخِ لبنان, وشامةً على ثغرِ المدِّ والجزر, الذي تعرّضتْ له حياتُها الحافلةُ بالعثرات, وقامةً لا تحجبُ ضوءَها الغيومُ المتراكمةُ على كفِّ القدر. ثمّ تخّللت الندوة مشاهد فنيّة ملفتة, حيث أدّى الأستاذ عاطف العلم دور أمين الريحاني, كما أدّت الدكتورة ماريا كريستي باخوس مشهداً درامياً معبّراً عن شقاء مي زيادة في مرحلة احتجازها, من اعداد الدكتور أمين ألبيرت الريحاني, وهو مأخوذ عن رواية الكاتب واسيني الأعرج "ليالي العصفورية" و"مشهديات الضياء ".
وكانت كلمة للدكتور الكاتب واسيني الاعرج شدّد فيها على أهميّة ثقافة الأديبة لمي زيادة التي تخطّت زمانها وتقبّلت جميع الأديان على اختلافها, لأنّ وعيها وادراكها الأدبي كان متفرّداً ودعت للانفتاح الديني والانساني. كذلك ألقى الدكتور طلال الدرجاني مقتطفات من مسرحية "ليالي العصفورية". وتكلّمت الدكتورة باخوس باسم الدكتور مي الريحاني التي اعتذرت عن الحضور لاسباب صحية عن العلاقة الفريدة والمتينة التي جمعت بين جبران خليل جبران ومي زيادة, واتّسامها بالرقي والتفاهم والتناغم الروحي. وفي الختام, كانت مداخلة للحاضرين الذين أثنوا على أدب مي وارتقائها الى مرتبة الأ.ديبات الخالدات..