وسط المساعي الدولية المكثفة من أجل إدخال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر, حيث بات الآلاف على حافة الجوع لاسيما في الشمال, أفرغت حمولة أول سفينة وصلت القطاع أمس بالكامل. أعلنت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي) في بيان, اليوم السبت, أن السفينة "أوبن آرمز" وهي الأولى التي تصل غزة عن طريق الممر البحري الجديد من قبرص أفرغت بالكامل, كما أوضحت أن الحمولة تضمنت 200 طن من الأرز والدقيق والبروتينات وغيرها.
كشفت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" ان يجري تحميل سفينة بالمساعدات وتجهيزها لإرسالها إلى أهل غزة. ونشرت على حسابها في تويتر مقاطع مصورة لعملية إفراغ المساعدات التي جرت أمس عند سواحل القطاع, فضلا عن فيديوهات لتجهيز السفينة الثانية الراسية في قبرص.
بالتزامن, علق الممثل السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل على الأمر, قائلاً إن تلك السفينة تمثّل "بصيص أمل في الأوقات المظلمة".
كما شدد على ضرورة أن تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة بسرعة وبكل الوسائل الممكنة, وخاصة عن طريق البر لمنع انتشار المجاعة.
يشار إلى أن "أوبن آرمز" كانت انطلقت الثلاثاء الماضي, وعلى متنها مواد غذائية تتضمن الأرز والطحين والبقوليات والخضراوات المعلبة والبروتينات, ووصلت أمس بمحاذاة الرصيف المؤقت الذي يجري بناؤه على شاطئ غزة.
أتى ذلك بعدما تصاعدت الأصوات الدولية والأممية محذرة من مجاعة في القطاع الفلسطيني المدمر وانتشار الأوبئة, لاسيما مع عرقلة إسرائيل إدخال شاحنات المساعدات عبر البر من معبر رفح حيث لا تزال مئات الشاحنات مكدسة هناك بانتظار إجراءات التفتيش الصارمة التي تفرضها القوات الإسرائيلية عند معبر كرم أبو سالم.
فيما بدأت بعض الدول تسقط الإغاثة جواً ومن ضمنها الولايات المتحدة والأردن, في عمليات إنزال اعتبرها العديد من المراقبين غير مجدية ومكلفة فضلا عن أنها قد تكون خطرة أحياناً.
ويعاني ثلث سكان غزة, حسب تقديرات الأمم المتحدة من شح حاد في الغذاء والدواء, ويهددهم شبح الجوع لاسيما في الشمال.
و أعلن البيت الأبيض, الجمعة, أنه يريد الاطلاع على خطة إسرائيل في شأن تنفيذ عملية عسكرية في رفح بحيث تضمن حماية المدنيين, وذلك بعدما وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطة الجيش لشن هجوم على المدينة في أقصى جنوب قطاع غزة.
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي "لم نطلع عليها (الخطة). نرحب بالتأكيد بفرصة الاطلاع عليها", مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تؤيد أي خطة تفتقر إلى اقتراحات "ذات صدقية" بهدف تأمين حماية لأكثر من مليون فلسطيني.