ازداد الطلب على عمليات تطويل القامة مؤخراً, وهي تُعد من الإجراءات الجراحية المتخصصة التي تهدف إلى زيادة طول الشخص. يتم تنفيذها عبر تقنيات جراحية تمديد عظام الساقين أو الفخذين, مع استخدام جهاز خارجي أو داخلي لتحفيز نمو العظم.
يتم هذا التطويل على مراحل, حيث يتم إجراء قطع جراحي في العظم وتطبيق التوتر تدريجيًا لتحفيز العظم على النمو والتجديد. عمليات التطويل هذه تتطلب متابعة دقيقة ورعاية ما بعد الجراحة, بما في ذلك العلاج الطبيعي للحفاظ على المرونة والحركة.
على الرغم من إمكانية إجراء هذه العمليات بنجاح, إلا أنها تحمل مخاطر محتملة مثل التهابات الجراحة, مشاكل في العظام أو الأعصاب, والحاجة لجراحات إضافية. من المهم النظر في هذه المخاطر ومناقشتها مع الطبيب المعالج قبل اتخاذ قرار بإجراء العملية.
تستخدم عمليات تطويل القامة ليس فقط لأغراض تجميلية, بل أيضًا لعلاج حالات طبية مثل قصر الأطراف غير المتناسق نتيجة لإصابات أو أمراض. تتطلب هذه العمليات فترة تعافي طويلة, ويجب الأخذ في الاعتبار أنها تعد تدخلات جراحية كبرى.
حادثة وفاة شاب سعودي بعد عملية لتطويل القامة في تركيا ألقت الضوء على هذا النوع من العمليات وتبعاتها الصحية. وقعت الحادثة في مستشفى تركي خاص في منطقة بيليك دوزو بإسطنبول حيث خضع محمد حسن عسيري للعملية في 18 فبراير, وتوفي بعد 16 يوماً من إجرائها.
تُعد هذه الحادثة جزءاً من ظاهرة السياحة العلاجية التي تشمل مجموعة متنوعة من العمليات, بما في ذلك العمليات التجميلية مثل زراعة الشعر أو جراحة الأنف, والتي يمكن أن تكون بعضها خطيرة. عسيري, بعد إجرائه العملية, انتقل إلى فندق لبدء العلاج الطبيعي, ولكن تدهورت حالته الصحية وتم نقله إلى مستشفى آخر, حيث توفي فيما بعد.
أثارت وفاته تحقيقات من النيابة العامة في إسطنبول, التي أرسلت جثته إلى المعهد الطبي الشرعي وصادرت الوثائق الطبية ولقطات الكاميرا للتحقيق في ظروف الوفاة, كما أبلغت السفارة السعودية بالحادث.
يشير خبراء الجراحة, مثل الدكتور عايض الشهراني, إلى أن عمليات تطويل العظام هي عمليات متعارف عليها طبياً ويمكن إجراؤها لأسباب تجميلية أو علاجية. تتطلب هذه العمليات اشتراطات خاصة ويجب أن يتم إجراؤها بواسطة مختصين, مع التأكيد على مخاطر مثل تكون الخثرات الدموية التي قد تسبب الوفاة.
وفقاً لشركة "TravelMEDI" المتخصصة في السياحة الطبية, هناك نوعان من عمليات التطويل وتختلف تكلفتها ومدة التعافي. يمكن لهذه العمليات أن تؤدي إلى زيادة طول الساقين بمقدار يتراوح بين 5 و9 سم, وتحتاج إلى فترة تعافي تمتد من 5 إلى 12 شهراً.
مع توفر التقنيات الحديثة, أصبحت جراحة إطالة الساقين أكثر أمانًا وفعالية, ولكنها, مثل جميع العمليات الجراحية, تحمل مخاطر وآثار جانبية محتملة, ويتم توخي الحذر بشأنها وإبلاغ المرضى.