أحيى وقف البر والإحسان الذكرى الثامنة والثمانين لتأسيسه وانطلاقته وذلك في احتفال حاشد احتضنته جامعة بيروت العربية وشهد إطلاق الوقف "مبادرة البر والإحسان للتعاون" للتأكيد على مجموعة ثوابت والتزامات بيروتية وعربية تحقق التكامل وتعيد اللحمة للمجتمع ومؤسساته .
حضر الحفل وجوه سياسية وديبلوماسية وقضائية ونقابية وتربوية وبلدية وأمنية وإنمائية وإعلامية ومدنية حالية وسابقة تقدمهم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتو المناطق وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ورؤساء المؤسسات التابعة لدار الفتوى والرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وسعد الحريري ممثلا بالوزير سمير الجسر وتمام سلام ممثلا بالوزير رشيد درباس والسيدة وداد الحص ممثلة الرئيس الدكتور سليم الحص الى جانب سفراء المملكة العربية السعودية الدكتور وليد البخاري ومصر علاء موسى والأردن وليد الحديد ممثلا بالدكتور حمدي الحيصات وفلسطين الأستاذ اشرف دبور ممثلا بالسيد خالد العبادي وقنصل مصر العام محمد المشد وتركيا جلال طرغد كوش والمستشارة نور عبود ممثلة سفير العراق الى جانب عضو مجلس الشيوخ المصري ومدير مكتبة الإسكندرية البروفيسور أحمد زايد ونائب رئيس جامعة اسكندرية البروفيسور سعيد علام ونقيب المحررين جوزيف القصيفي وأعضاء مجلسي أمناء وقف البر والإحسان وجامعة بيروت العربية ورئيس الجامعة البروفيسور وائل نبيل عبد السلام ورؤساء الاتحادات والجمعيات البيروتية ومدراء ثانويات ومدارس البر والإحسان.
استهل الحفل بعشر من القرآن الكريم تلاه القارئ الشيخ الدكتور محمد البيلي وبعد النشيد الوطني اللبناني عرضت نبذة تاريخية مصورة عن تاريخ البر والإحسان ضمت إنجازات مؤسسات الوقف وتوسعها وتميزها ما بين الماضي والحاضر وصولا الى تحديات المستقبل.
قدّم الحفل الإعلامي الدكتور عمر الفاروق النخال الذي وصف وقف البر والإحسان بأنها فكرة أرست مفهوم الإنسان المؤسساتي, وبرهة حضارية كسّرت أقفال الجهل ونهج أصيل صافي أصغى للناس واستمع وأشركهم في تحديات النجاح وكتب أسماءهم بفخر على صدر صفحات المحطات والاستحقاقات مسرورًا بحصاد سنابل الذهب التي تلمع في لبنان وكل العالم.
بعدها كانت كلمة رئيس مجلسي أمناء وقف البر والإحسان وجامعة بيروت العربية الدكتور عمار حوري أكد فيها على مواصلة مسيرة المؤسسين الأوائل للوقف متعهدا بتحقيق إنجازات إضافية رغم كل التحديات ومنها بُشرى ستزفها البر والإحسان إلى المجتمع اللبناني قريبا .
وشدد حوري على أن قدر البر والإحسان هو البذل والعطاء والتصميم على النجاح لأن الفشل ممنوع مضيفا أن الوقف ومؤسساته كتاب مفتوح واضح وناصع وتفاصيله متاحة للجميع مستعرضا لعدد من الفعاليات التكريمية المقررة لوجوه لمعت وتميزت في العمل الوقفي عبر اطلاق أسمائهم على عدد من قاعات الجامعة في بيروت وطرابلس والدبية وافتتاح مرافق جديدة تخلّد أسماءهم .
وخصص حوري حاضر المجمتع الإسلامي الراهن مؤكدا الحاجة القصوى الى التعاون والتضامن والتماسك والتعالي عن كل الأمور التي تفرّق.
وأعلن حوري في هذا الإطار إطلاق "مبادرة البر والإحسان للتعاون" القائمة على الإلتزام بمرجعية ورمزية دار الفتوى ومؤسساتِها بحيث لا نتجاوزُها ولا نتجاوزُ مؤسساتِها ولا نمسُّ بها, وإذا كان هناك من تباينٍ في الرأيِ فَحلُّهُ حتما هوَ تحتَ هذا السقف.
وتتمنى المبادرة على صاحبِ السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية دعوةَ مؤسساتِنا وجمعياتِنا وشخصياتِنا الفاعلة إلى اجتماعٍ للتأكيد على هذا الالتزام وعلى الثوابتِ وعلى سبل التكامل في مجتمعنِا ,وأنْ يصدرَ عن الاجتماع ميثاقُ شرفٍ, نتعالى فيه عن الأنانيات, ونتعاهدُ فيه على نبذِ الخلافات, وعلى شبكِ الأيادي والقلوب, نلتزم به جميعا ونحترمُه ونحتَكِمُ اليه عندَ الحاجة.
وقال الحوري إن هذه المبادرةُ لا تتناقضُ مع أيٍ من مكوناتِ المجتمعِ اللبنانيِ الأخرى ولا يمسُّ بها, بلْ يتكاملُ مع الثوابتِ الوطنيةِ والعربيةِ التي أجمعْنا عليها في اتفاقِ الطائف, في المملكةِ العربيةِ السعودية, وأصبحتْ في مقدمةِ الدستور.
وتخلل الحفل وقفات مع شهادات لشخصيات ورجالات عايشت فكرة وقف البر والإحسان مثنية على جهود المؤسسين وحركة الإنجاز والتميز التي رافقتها لثمانية وثمانين عاما.
كما تم الإعلان عن الموقع الالكتروني للوقف الذي يوثق تاريخ البر والإحسان.