عهد الزحليون مدينتهم "نظيفة" منذ سنوات طويلة, وقد تكفلت بلدية زحلة- معلقة وتعنايل بذلك عنها وعن جميع قرى القضاء, وثابرت على لم وجمع وإدارة المطمر الصحي الحديث بإنتظام, على رغم كل المشاكل التي أحاطت هذه العملية حتى في أكبر المدن اللبنانية الكبرى. ولكن أدوات الحفاظ على هذه النظافة, بظل تدهور قيمة العملة اللبنانية, باتت اليوم في أيدي الزحليين. والمشاركة عبر مساهمة شهرية, ستعلن البلدية عن قيمتها في الفترة المقبلة, تثبت بأن الزحليين هم دائماً أصحاب المبادرة والقرار في مدينتهم ومستقبلها.
وعليه ستنظم البلدية في الفترة المقبلة حملة لجمع المساهمات المباشرة, ستحيط الزحليين بكل تفاصيلها, بما يؤمن معايير الشفافية والمصارحة الدقيقة بالأرقام والحاجات.
هذا الواقع فرضه الى الإنهيار الكبير بقيمة العملة الوطنية, غياب القوانين والأنظمة المواكبة للتدهور الحاصل, واللغط الذي تسببت به المادة 36 في قانون الموازنة بعد مضاعفتها رسم القيمة التأجيرية الذي تتقاضاه البلديات بما يخرق مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين, من دون أن يؤمن ذلك للبلديات المداخيل التي تسمح لها بالوقوف على رجليها. هذا بالإضافة الى الفراغ الذي وصلنا إليه حتى في تطبيق هذه المادة التي جُمّدت الى حين البت بالطعن المقدم من قبل نواب القوات اللبنانية في المجلس الدستوري. وبالتالي تعرقل المشروع الذي وضعته بلدية زحلة لتعديل الرسوم على القيمة التأجيرية بما يؤمن العدالة بين كافة المكلفين. علماً أن الرسم على القيمة التأجيرية ليس ضريبة تسدد لمصلحة البلدية, وإنما هي بدل عن الخدمات التي يتلقاها المواطن من البلدية, تماماً كما تسدد الرسوم لشركة الكهرباء للحصول على الكهرباء, ولمؤسسة المياه للحصول على المياه.
وإنطلاقاً من هنا عقد لقاء تشاوري دعا إليه رئيس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل أسعد زغيب مخاتير زحلة, رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نقولا أبو فيصل, رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعاده, ورئيس جمعية البربارة كمال شمعون, ممثلين عن المطاعم والمقاهي, وعن الصناعيين الحرفيين, كما حضره أعضاء المجلس البلدي, وخصص للبحث في مشاركة المجتمع المدني بالحفاظ على نظافة المدينة.
وقد خرج من حضروا اللقاء بتوافق تام على مبدأ المشاركة, ووقوف الزحليين الى جانب أنفسهم اولاً, وإلى جانب بلديتهم, حفاظاً على النظافة في المدينة, ومنعاً لتدهور الأمور الى ما يسيء لسمعة المدينة, وصحة أبنائها, وبيئتها الجاذبة للإستثمارات. على ان يعلن عن آلية المساهمة وقيمتها بشكل شفاف وواضح, مع تطلع لوعي الزحليين وتفهمهم لهذه الظروف الصعبة التي يبقى الامل بإجتيازها بأقل التداعيات الممكنة.