يكرّر الموفدون الدوليون على مسامع المسؤولين اللبنانيين طلبات انسحاب "حزب الله" وأسلحته الثقيلة من المنطقة الحدودية لمسافة تتراوح بين 7 و10 كلم, ويطالبون بإعادة انتشارٍ فاعلةٍ للجيش اللبناني بالتعاون مع اليونيفيل من أجل تطبيق القرار 1701.
ولقد أصبح هؤلاء يعرفون أن لا جواب من "حزب الله" قبل أن تتوقّف الحرب في غزة وقبل معرفة الثمن الذي ستدفعه إسرائيل وهو ثمن يتعلق بالأرض اللبنانية المحتلة ومنها نقاط التحفظ الـ13 وشمال الغجر, لتبقى مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة إشكاليةً قائمة بين لبنان وإسرائيل وسوريا.
في المعلومات المتوفرة أنّ الاتفاق على نقاط التحفّظ عند الخط الأزرق وشمال الغجر شبه منجزٍ, ولكن لجهة مزارع شبعا فالوضع صعب ومعقّد. لبنان يقول إنها لبنانيةٌ وإسرائيل ضمّتها إليها مع ضمّ الجولان المحتل وسوريا تعتبرها سوريةً ولا ترغب في التنازل عنها, لذلك تبقى تلك البقعة من الأرض شوكةً في خاصرة أي اتفاق محتمل ولن يكون عندها هذا الاتفاق اتفاقاً كاملاً يستعيد لبنان بموجبه ما هو حق له, ويعطي إسرائيل الهدوء والاستقرار عند حدودها الشمالية لتتوقف عندها جميع الخروقات.
بالطبع لن تتحدّث إسرائيل والنظام السوري عن التنازل عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لصالح لبنان ولكن يمكن للبنان ومنذ الآن أن يحاول الحديث مع سوريا في شأن هوية هذه المزارع, وإن اعترفت سوريا بلبنانيتها فعليها أن ترفق القول بالفعل وأن تقدّم ما ينبغي من وثائق وتعهدات تؤكد لبنانية هذه المزارع وسيادة الدولة اللبنانية عليها, عندها سيكون بإمكان لبنان أن يفاوض من موقع قوة على الانسحاب الإسرائيلي منها وتكون سوريا قد ساهمت فعلاً في تحرير أرضٍ عربيةٍ محتلة.
إنّ "حزب الله" يستطيع أن يؤدّي دوراً محورياً في هذه العملية فهو أعلن ويعلن أن هدفه تحرير هذه المزارع وقد يكون الإعتراف السوري الموثق بلبنانيتها أقوى سلاحٍ لتحريرها ولن يكلف "الحزب" المزيد من التضحيات والدماء, ولكن السؤال: هل حان الوقت لمثل هذا الطلب اليوم؟ وهل استجابة سوريا تعني مساعدة إسرائيل في سحب الذرائع لوجود سلاح "حزب الله"؟
(بسام أبو زيد - نداء الوطن )