ناقش مشاركون في "مؤتمر ريادة الأردن طبيا في السلم والحرب" على مدار يومي انعقاد المؤتمر, عديد المواضيع المختلفة, منها السياحة العلاجية ومستقبل التعليم الطبي في الأردن ودعم الصناعات الدوائية المحلية وغيرها ودور الأطباء الأردنيين المميز في الحرب والسلم.
وأكد مندوب راعي الحفل سمو الأميرة منى الحسين, الدكتور ياسين الحسبان, ان المؤتمر ينعقد في ظروف حساسة ودقيقة وقاسية وصعبة, من حرب عدوانية وهمجية بشعة تقوم بها اسرائيل على قطاع غزة, حيث القتل والتدمير والتهجير ومنع للغذاء والدواء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين الأبرياء.
وأضاف ان أغلبية المرافق الصحية في القطاع أصبحت خارج الخدمة, في ظل صمت معيب وغير مسبوق, بعد تدمير المستشفيات والجوامع والكنائس, والمدارس والبنية.
وأشار الحسبان الى ان الأردن لطالما كان نموذجا للاعتدال والتوازن ومثال يحتذى بالسلم والأمن والأمان, فبوصلة الاردن لن تنحاز او تميل يوما وسيبقى محافظا على وسطيته واعتداله.
وثمن الحسبان دور الاطباء الشجعان والكوادر الصحية الصامدة في غزة, الذين يواصلون عملهم الانساني تحت ظروف صعبة غير محتملة, مضيفا ان وجود مستشفيات ميدانية أردنية ما هو الا دليلا ثابتا على وقوف الاردن لجانبهم, حيث سيبقى سندا قويا لهم.
من جهته بين نقيب الأطباء الأردنيين الدكتور زياد الزعبي ان عمليات الإبادة الجماعية المستمرة لأربعة أشهر, لم ترحم طفلا ولا مريضا, حيث دمر الاحتلال المستشفيات والمدارس, وحاصر القطاع دون إدخال مساعدات أو أدوية.
واعتبر ان المؤتمر جاء لإبراز دور الطبيب الأردني المميز في وقت الحرب على الدوام في وقت السلم, وكما كان الأردن مقصدا لطالبي العلاج من دول كثيرة, فإنه كذلك في وقت الحرب, فالمستشفيات الميدانية تقدم خدماتها في غزة كما قدمته في مواقع أخرى.
عضو نقابة الأطباء الدكتور حازم القرالة, أشار الى ان المؤتمر يعتبر الأول من نوعه من حيث تنوع محاوره وأطروحاته, بمشاركة واسعة من قيادات وطنية رائدة, مؤكدا على دور الأردن المتميز في تقديم الخدمة الصحية المتطورة.
ولفت الى ان المؤتمر يهدف الى تأهيل الأطباء من الناحية الإعلامية, حيث خصصت ورشة تدريبية متخصصة في مجال الإعلام الرقمي, بعنوان (الطبيب المؤثر), تتناول كيفية ان يصبح الطبيب متحدثا عبر صياغة المحتوى, وتسلسل وترابط الأفكار, واسس الحوار الناجح, لتوصيل المعلومة وتقديم المحتوى الطبي بشكل أسهل وأسرع ومباشر.
بدوره قال رئيس اللجنة العلمية الدكتور رشيد أبداح, ان انعقاد المؤتمر يؤكد على اهتمام نقابة الأطباء بمهنة الطب والإصرار رغم التحديات, على إحداث نقلة طبية نوعية, كما يبرز ريادة الأطباء الأردنيين في مختلف القطاعات في السلم وأوقات الحرب والكوارث.
ونوه عضو نقابة الأطباء الدكتور مظفر الجلامدة الى تجربة الريادة الأردنية, التي تعتبر رائدة بامتياز, فالأردن رغم صغر مساحته إلا انه كبير في الإرادة والطموح, والأمل والتمسك بحاية أفضل وصحة أقوى, غنية بالتاريخ, ثقيلة بالجغرافيا, وفيها استقرار وأمان بالرغم من طوفان الألم والأحزان على حدودها.
وتابع الجلامدة بأن الأردن يملك الريادة بالصمود, وتقديم الخدمات سواء بالسلم أو الحرب, حيث لم يغادر خنادق الواجب والحق, وأحبط مشاريع العدو الصهيوني في التهجير القصري والعلاجي, فهو يعرف جيشنا العربي جيدا وقادته وأطباءه, وحجم بطولاته وتضحياته في الكرامة وباب الواد واللطرون.
يشار ان مؤتمر ريادة الأردن طبيا في السلم والحرب, نظمته نقابة الأطباء الأردنية, بالتعاون مع النقابات الصحية, ومؤسسة الحسين للسرطان, وجمعية المستشفيات الخاصة, والخدمات الطبية الملكية.
ويتضمن المؤتمر جلسات حوارية, وورشات عمل لمئة وأربعة وستين محاضرا, في شتى التخصصات الطبية, فيما يتضمن المعرض أكثر من مئة شركة عارضة متنوعة, في مجال صناعات الأدوية والتجهيزات الطبية وغيرها.
ومن المؤمل ان يخرج المؤتمر ضمن توصياته بمجموعة من المقترحات, من شانها تنشيط السياحة العلاجية في الأردن, والتشجيع على الاستثمار في القطاع الصحي, وتعزيز دور الإعلام في تسليط الضوء على منجزات طبية هامة, مما يعزز من حضور الأردن إقليميا وعالميا على خارطة السياحة الطبية المتميزة.