ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم قداساً وجنازاً في كاتدرائية سيدة النجاة في ذكرى مرور اسبوعين على وفاة عميد الصناعيين في البقاع المرحوم اميل وديع رياشي, بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والآباء ايلياس ابراهيم وجاوجيوس شبوع , وحضور النائبان ميشال ضاهر وجورج عقيص, رئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام سكاف,رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل, المدير الإقليمي لأمن الدولة في البقاع العميد نبيل الذوقي, مدير عام غرفة التجارة والصناعةوالزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا, رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة, المخاتير, فاعليات صناعية, زراعية, اقتصادية, ثقافية, تربوية, اجتماعية وعائلة الفقيد وحشد من المؤمنين.
بعد لإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة جاء فيها :
" في إنجيل اليوم سمعنا قصة أعمى أريحا التي تحمل في طياتها عبرًا عميقةً حول أهمية البصر والنظر والنور في حياة الإنسان.
هذا الأعمى قضى حياته بلا قدرة على الرؤية, ولكنه كان يملك إيمانًا عميقًا بالله. البصر, أيها الأحباء, ليس مجرد قدرة جسدية, بل هو جزء من رحلة روحية تهدف إلى تحقيق الوعي الإلهي والاتصال بالله ورؤية الجمال الروحي في الكون. البصر هو عطية يطلبها المبصرون أيضا, لكيلا يكونوا من عداد من وصفهم السيد المسيح بقوله: "مِنْ أَجْلِ هذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال, لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ, وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ." (مت 13: 13).
عندما سمع هذا الرجل بقدوم يسوع المسيح إلى أريحا, طلب منه أن يمنحه البصر. طلب ذلك لأنه يُدرك أن البصر أثمنُ من كنوز الأرض كلها. البصر هو أحد أعظم النعم التي منحها الله للإنسان. إنه الوسيلة التي نرى بها العالم من حولنا وندرك جماله وتفاصيله وألوانه. يسوع لم يتردد لحظة في تحقيق طلبه, فمنحه البصر بكلمة واحدة: أبصر.
قد يكون البصر الجسدي هو النور الذي يسمح لنا برؤية العالم الخارجي, ولكن هناك أيضًا نوع آخر من النور الذي ينبغي علينا أن نبحث عنه, وهو النور الروحي والإيمان. يجب أن نكون قادرين على رؤية الأشياء بمنظور أعمق وأوسع من خلال قلوبنا وأرواحنا."
واضاف" نحن اليوم في هذا القداس الإلهي نصلي لأجل راحة نفس رجُلٍ منحه الرب نعمة البصيرة إلى جانب نعمة البصر. إنه الرجل المؤمن الذي تمتع ببعد النظر واتساع الرؤيا المرحوم إميل وديع الرياشي, الذي ناداهُ محبوهُ: أبو حبيب. فأبو حبيب لم تكن له القدرة على رؤية العالم بعيونه فقط, بل تميَّزَ أيضًا بالقدرة على فهم الحقائق الروحية ورؤية الضوء الذي يَهدي دروبنا."
وتابع" باختصار, أقول: إنَّنا نفتقدُكَ يا أبو حبيب لأنَّنا اليوم أكثرُ من أيِّ يومٍ مضى نحتاج لكفَّيك. عليهما منحوتٌ مجدُ الإنسان, ووجهُك المُشرقُ, كان ملتقى الكرامات, ولفَّ قلبُك الكبيرُ بحنانه مَن شملَهُم كرمُك في الخفاء, وإيمانُك العميقُ اختصر الدعوة للحبِّ والخيرِ والسلامِ لكلِّ إنسانٍ ومن سائر الاديان."
واردف سيادته " أيها الأحباء, لنكن ممتنّين دائمًا لنعمة البصر ولنسعَ لرؤية النور الروحي والإيمان الذي يضيء حياتنا ويوجهنا في كل خطوة نخطوها في هذا العالم.
فلنعمل على أن نكون بصراً وبصيرة لمن حولنا ونساعد الآخرين على فِقهِ الحقيقةِ ورؤيةِ الجمال. إنها رسالة الحب والإيمان التي يمكن أن نتعلمها من قصة إنجيل أعمى أريحا."
وختم المطران ابراهيم " أسأل الله أن يمنحنا البصر الروحي والنور الدائم لنسلك طريق الحق والصدق. وليمنحِ اللهُ مدينتَنا زحلة وبقاعَنا ولبنانَنا الغالي أُناساً على قامةِ إميل وديع الرياشي الذي بمثله تفخرُ الأوطان ويُبنى الإنسان. أعزي عائلته وجميع الحاضرين, راجيا لهم مديد الأعوام والأيام. المسيح قام! حقا قام!آمين."
وتقبلت العائلة التعازي بعد القداس في قاعة المطران اندره حداد.