في جولة إستطلاعية لمطمر زحلة الصحي بعد تجهيزه بوسائل توليد الطاقة النظيفة, يتحدث رئيس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل أسعد زغيب عن ما يعكسه المشروع الذي نفذه برنامج الأمم المتحدة للتنمية بتمويل من صندوق التنمية الكويتي, من ثقة بهذه المنشأة وإدارتها الجيدة, والتي سمحت بالحفاظ على إستقرار العمل في المطمر ومحطة الفرز, على رغم كل الظروف الصعبة التي مر ويمر بها لبنان, وعلى رغم الثقل الكبير الذي تحمّله النفايات وإدارتها للبلديات عموماً.
تخلت معظم بلديات لبنان عن مهمة إدارة النفايات منذ إنطلاق المخطط الذي وضع على المستوى المركزي لمعالجة هذه المشكلة. إلا في زحلة. فإسترعى إصرار بلديتها على تأمين إستدامة المطمر الصحي وتشغيل معمل الفرز, إهتمام الجهات الدولية المانحة, التي مولت تنفيذ أكثر من مشروع في هذه المنشأة التابعة لزحلة وبلديتها, يسهم تراكمها في تأمين تطور العمل, والتخفيف من الأعباء التي تتحملها المدينة عن القضاء عموماً, مع الحرص على إطالة عمر المطمر التابع لها الى أقصى حد ممكن.
بالنسبة لرئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب فإن الواهبين الدوليين لا يضعون أموالهم في المشاريع التي لا يثقون بها. وعليه فإن إستثماراتهم المتتالية في هذا المطمر الذي نشأ بهبة من البنك الدولي, يعكس الثقة المستمرة بإدارته.
فتمويل تجهيزات الطاقة البديلة أو النظيفة في المطمر مؤخراً, ليس الإستثمار الوحيد للجهات المانحة في معمل فرز النفايات بزحلة, وإن كان المشروع الأكبر والاكثر إلحاحاً في المرحلة الحالية, كونه سيوفر نحو159 ك.ف.أ. من الطاقة تتلاءم مع الحاجة التشغيلية لمعمل الفرز, مما سيؤمن وفراً في فاتورة الكهرباء, التي كانت تقطتع مؤخراً جزءا كبيراً من كلفة معالجة النفايات.
وقد واكب إرساء هذه التجهيزات أيضاً إنشاء خلية جديدة, تستوعب نفايات زحلة وقضائها لمدة عشر سنوات تقريبا, وقد مولتها ايضاً الـUNDP عبر البنك الالماني للتنمية.
هذا بالإضافة الى تسلم بلدية زحلة نحو 200 مستوعباً للنفايات وست شاحنات لنقل النفايات ممولة أيضاً من الـ UNDP.
أضيفت هذه المشاريع الى محطة تكرير مياه العصارة الناتجة عن نفايات المطمر, والتي سمح تشغيلها بتحويل مياهها صالحة للري. وقد نفذ هذا المشروع بإتفاق مباشر بين البلدية وال UNDP, التي أمنت تمويل المنشآت بكلفة نحو مليون و200 ألف دولار, على ان تتكفل البلدية بإدارة المحطة. علماً أن الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع تكمن فيما ستوفره من مساحة أرض إضافية داخل المطمر, كانت مجهّزة ببركة لتجميع عصارة النفايات وتبخيرها سابقاً, وبات يمكن للبلدية حاليا أن تنشئ فيها خليّة جديدة للنفايات.