كتب سامر الحسيني
صبيحة كل يوم يستفيق الاف البقاعيين على سحب دخانية مشبعة بروائح كريهة وتحمل معها انبعاثات من جراء حرق النفايات في المكبات العشوائية, وتصل هذه السحب الدحانية المسمومة الى عشرات القرى في البقاعين الاوسط والغربي .
في الايام الماضية اندلعت عدة حرائق في المكبات العشوائية كما حصل في قب الياس ووصلت هذه الحرائق ايضا الى مطمر جب جنين ,يضاف اليهم حرائق في خراج بعض البلديات التي عادت الى معالجة نفاياتها بالمكبات العشوائية نظرا لانعدام القدرة المالية على معالجتها في المطامر,مثلما تفعل الصويري وحوش الحريمة وسواهما من البلدات الاخرى .
احتراق النفايات في البقاع لايعود الى درجات الحرارة المرتفعة فقط انما مرده الى فعل فاعل يقوم بهذا الحرق عن سابق تصور وتصميم, كما حصل في مطمر جب جنين الذي يواجه اعتراض اهالي غزة على وجود هذا المطمر بالقرب من منازلهم التي تجاورالمطمر.
عجز عشرات البلديات في البقاع عن كلفة معالجة نفاياتها في المطامر, شرع التوجه الى خيار المكبات العشوائية التي انتشرت مؤخرا كثيرا في البقاع على اثر توقف عدة معامل فرز عن العمل والطمر كما هي الحال في معمل برالياس الذي كان يعالج نفايات قب الياس والمرج وعنجر اضافة الى برالياس .
بعد الحرائق والشكوى من السحب الدخانية,اوعز محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة الى قائد منطقة البقاع الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد ربيع مجاعص لاجراء تحقيق وكشف اسباب هذه الحرائق.
في نفس الوقت تقدم اليوم رئيس اتحاد بلديات البحيرة وبلدية القرعون يحيى ضاهر بدعوى ضد كل من يظهره التحقيق في افتعال حرق النفايات في مطمر جب جنين الذي يديره الاتحاد ويعالج نفايات ٢٨ بلدية يتوزعون على اتحادي بلديات السهل والبحيرة.
يشار الى ان الاعتراض على مطمر جب جنين مصدره أهالي غزة الذين يرفضون بقاء هذا المطمر في محاذاة بلدتهم وأن كان عقاريا يتمركز في جب جنين, انما في نفس الوقت لابد منه وان كان شرا بحسب توصيف رئيس اتحاد بلديات السهل ورئيس بلدية غزة محمد المجذوب الذي يشير الى وجود اعتراض قوي من اهالي غزة,انما البديل عن هذا المطمر هو المكب العشوائي .
ينكب حاليا اتحادي بلديات السهل والبحيرة على التحضير لاجتماع موسع يعقد في ازهر البقاع في مجدل عنجر مع وزير البيئة ناصر ياسين ويشارك فيه النائبان ياسين ياسين وحسن مراد والمفتي علي الغزاوي لبحث موضوع البديل عن هذا المطمر وايجاد اخر يستوعب نفايات بلديات الاتحادين .
لا بديل عن المطمرفي جب جنين في الوقت الحالي,يؤكد قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه الذي يتابع موضوع البديل عن المطمر الذي شارف على الوصول الى طاقته الاستيعابية.
ان كان حريق مطمر جب جنين مفتعلا ,فان حريق مكب قب الياس ليس مفتعلا بحسب رئيس البلدية جهاد المعلم الذي يتحدث عن مكب عمره 50 سنة وانا الوحيد الذي اوقفت العمل به بعد افتتاح معمل برالياس ولكن مع توقف العمل في المعمل الاخيرمنذ سنتين, عدنا الى هذا المكب على الرغم من كل المساعي التي بذلتها لتحويل نفايات قب الياس الى مطمر زحلة وقوبلت برفض خطي لعدم وجودة قدرة استيعابية ,ثم راسلت اتحاد بلديات البحيرة ولكن ايضا القدرة الاستعيابية حالت دون ارسال النفايات الى مطمر جب جنين ,فعدنا مجبورين ومكروهين الى المكب العشوائي .
يطالب المعلم كل من يعنيه الامر بالعمل على اعادة العمل بمعمل برالياس وتمويل تشغيله لانه الحل الامثل لمعالجة النفايات .
القدرة المالية المعدومة عند البلديات دفعتها الى العودة صوب المكبات العشوائية ,وتعول البلديات على جهود وزير البيئة ناصر ياسين الذي ينتمي الى منطقة البقاع ومن القرعون للمساعدة في ايجاد مطامر جديدة وبعيدة عن السكان, ,في حين تنوه البلديات البقاعية بالجهود التي يبذلها محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة
في سبيل تخفيف من حدة المشكلات البيئية .