الرأي:
يجلس بسام مولوي في مكتبه حتى المساء. يعقد اجتماعاً, يستقبل اتّصالاً, يقرأ ملفات ويوقّع بريداً. الأمن هاجسه الدائم, وهو يبدو مطمئنّاً عليه, لكنّ الملف الأكثر أهميّة بين يدَيه اليوم هو ملف الانتخابات البلديّة والاختياريّة.
لا يمرّ يومٌ إلا ويُسأل فيه وزير الداخليّة والبلديات عشرات المرات عن مصير الانتخابات. هناك, من السياسيّين, من حسم الأمر: لا انتخابات. تسمع, على لسان مولوي, كلاماً مختلفاً.
هو يؤكد لموقع mtv أنّ الانتخابات البلديّة والاختياريّة حاصلة في موعدها, من دون تأجيل. نسأله عن الجلسة التشريعيّة التي يُحضَّر لها, فيقول إنّ الأجواء توحي حتى الآن بصعوبة انعقادها, ولكن إن عُقدت وصدر قانون بتأجيل الانتخابات فسيلتزم به.
ويضيف مولوي: لا تأجيل للانتخابات إلا عبر قانون صادر من مجلس النواب, من دون أن يصدر أيّ اقتراح من الحكومة أو وزارة الداخليّة, ولن نقبل بأي فتوى أخرى تجيز استمرار المجالس البلديّة والمخاتير بعملهم بحجّة تسيير المرفق العام.
ولفت مولوي الى أنّ الصعوبات اللوجستيّة والماديّة التي قد تعترض حصول الانتخابات يمكن تجاوزها, "فالدولة تدفع هنا وهناك ويمكنها أن تدفع تكاليف الانتخابات, وأن تعطي القضاة والأساتذة ما يستحقّون للمشاركة في تنظيم الانتخابات", مستبعداً حصول عرقلة من وزارة المال في هذا المجال.
وبناءً على ما سبق, يؤكد مولوي لموقعنا أنّه سيدعو الهيئات الناخبة بعد ظهر الإثنين ٣ نيسان, في حال لم تُعقد قبل هذا التاريخ جلسة تشريعيّة للتمديد للمجالس البلديّة والمخاتير.
من الهمّ الانتخابي, ننتقل الى الهمّ الأمني. يتابع مولوي الملفات الأمنيّة يوميّاً, ويتلقّى تقارير دوريّة, فيغلب عليه الاطمئنان. نسأله عن آخر مستجدات جريمة القرقف في عكار التي أودت بحياة الشيخ أحمد الرفاعي, فيجيب بأنّه يتابع القضيّة عن كثب, ويصرّ على متابعة التحقيقات لمعرفة الدوافع الحقيقيّة وراء الجريمة ومصدر الأسلحة والذخائر التي ضُبطت مع مرتكبيها.
ولكن, ما يتحفّظ مولوي على قوله يكشفه مصدرٌ أمني لموقع mtv, إذ يشير الى أنّ التحقيقات مع الموقوفين توصّلت الى خيوطٍ تثبت تورّط نائبين سابقين, أحدهما سنّي والآخر مسيحي, في تزويد الجناة بالأسلحة. وإذا ثبُت ذلك كما يُرجَّح, فإنّنا سنكون أمام تطوّرٍ مهمّ.
يجلس بسام مولوي في مكتبه الواسع في وزارة الداخليّة والبلديّات. مهمّته صعبة في جمهوريّة لا تعرف سكينةً وتملك مغناطيساً جاذباً للأزمات, وها نحن نلمح فيها ملامح سقوط الدولة في أكثر من إدارةٍ وجهاز.
يحاول بسام مولوي أن يقاوم السقوط. تشعر في مكتبه, على الأقلّ, "إنّو بعد في دولة"…
المصدر:mtv