كتبت مارينا عندس:
أكّد رئيس لجنة كفر حزير البيئية جورج عيناتي أنّ الكورة الخضراء غابت لألف سببٍ وسبب, منها ما تنتجه شركات الترابة من أمطار الأسيد, مثل أكسيد الكبريت وأوكسيد النايتروجين اللذان يتفاعلان مع الندي, وهذا ما أدّى إلى يباس التّين واللوز ومعظم أنواع العنب.
وأضاف "كبرت الجريمة أكثر بعد أن حفرت شركات الترابة مقالعًا للتراب الأحمر في وسط سهل الكورة من أواسط سبعينيات القرن الماضي وتحوّلت هذه المقالع إلى مستنقعات وبحيرات".
وفي حديثه لموقع "وردنا" أشار عيناتي إلى أنّ جميع تقارير اللجان أكدت ان عمل هذه الشركات يؤدي حتما الى ارتفاع نسبة الرطوبة الجوية وانتشار مرض عين الطاووس الفطري وهو الأخطر في الشرق, الذي انتشر في معظم المناطق اللبنانية.
وتابع: "لم تكتفي المعامل بهذه الجريمة بل عمدت الى اقتلاع أكثر من مليون ونصف شجرة زيتون تاريخيّة معمّرة, ما أدى إلى تغيرات مناخيّة خطيرة.
وكشف عيناتي أن "المعامل تعمل تحت المطر وفي الليل لتقتل وتصيب المزيد من الضحايا بالسرطان وأمراض القلب والربو وأمراض الأطفال, في جميع أرجاء شمال لبنان".
وأكد عيناتي أن " المهلة غير الشرعية التي اعطيت لهم رغم اعتراف وزير البيئة ناصر ياسين أن هناك عوائق قانونية تحول دون الترخيص لمقالع الترابة من المجلس الوطني للمقالع والكسارات, لوجودها خارج المخطط التوجيهي المعمول به حاليا ".
يذكر أنّه وبمناسبة اليوم الوطني للمحميات الطبيعية, اعتبرت لجنة كفرحزير البيئية اليوم الجمعة أنّ "التوجه البيئي السليم يكون بتحويل الكورة بطبيعتها الجميلة والبيئية وشاطئها الخلاب, إلى محمية طبيعية بدلًا من تدميرها على يد مجرمين بيئيين برعاية وزارة البيئة, والتعمية عبر انشاء محميات طبيعية في مناطق يختارها أصحاب شركات ترابة الموت الاسود".
وقالت في بيانٍ:" من يلوث لا يتبجح بالتصرف الحسن, وكأنه هو فاعل الخير, إنما عليه الخجل لأنه مجرم مرّتين, فإذ ذاك يصبح الجرم جرمين, وهذا يكفي للمطالبة برحيل وكيل التدمير الممثل الظريف الحالي الذي يطل كل يوم بعباءة وزير بيئة وشركائه, لكي تبدأ رحلة إعادة الحياة والاخضرار إلى الكورة فتعود هي أيضًا إلى كنف البيئة بمعانيها العميقة وإلى الشمال اللبناني. وقبله ندعو أي شخص صادق أكان مستشارًا لوزير البيئة أو ذات صلة, أن يقدم استقالته ولا يبقى شاهد زور معه, يشهد على اغتيال البيئة".
وأضافت:"على أصحاب شركات ترابة الجحيم, قبل الإختباء وراء محمياتهم الطبيعية المزعومة, أن يوقفوا التّدمير الممنهج لمنطقة الكورة بمقالع همجية في أراضٍ تصنيفها الطبيعي سكني, وهي أجمل من تلة الرّابية, بل عليهم أن يوقفوا اغتيال أهلها (عن قصدٍ) برماد الفحم الحجري المتطاير بما يحويه من مواد مشعة خطيرة, ومن غبار مجهري ومن انبعاثات زئبق وديوكسين وفيوران تؤكدها الفحوص والعلوم مجتمعة, وأن يقفلوا هذه الصناعة الخطيرة داخل بيوتنا وينقلوها إلى حيث يسعون لإقامة محميات طبيعية في مناطقهم خارج نطاق ما دمروه وكأنهم يتهربون مرّة أخرى من العقاب ويثبتون الجرم على أنفسهم من دون محاكمة".
وختمت:" أما أن يحاول المجرم الذي يدمر البيئة لكي ينتج ترابة سوداء مع كل ما تنشره من سموم في محيط الفعل, وهو يستطيع أن ينتج مواده في مناطق بعيدة عن الناس والسكن والطبيعة النظيفة, ويغطي عورته بورقة تين يابسة تعكس مدى تجفيفه لمنابع الحياة وينقل المعالجة إلى غير مكانها, بدل أن ينقل الفعل إلى حيث لا يؤذي حقًا ونسبيًا, فهذا يعني أنه يتقصد التدمير مضاعفًا للمكان المشوه وتأكيد التوكيد".