يقول الكاتب الكولومبي غابرييل جارسيا ماركيز في روايته الشهيرة "100 عام من العزلة"والتي حققت ايرادات كبيرة بعد أن ترجمت الى 21 لغة ونال عليها جائزة نوبل فى الاداب : "لا تكن حارساً على كل شيئ , هناك أشياء دعها تكون وأشياء دعها تذهب واخرى دعها تنتهي ,قد يُفاجئنا القدر أحيانًا بأحداثه ليصنع فينا تغييراً كنا بحاجة إليه". وعندما فَقد هذا الكاتب ذاكرته في أواخر أيامه جلس مع صديقه فقال له "انا لا أذكرك ولكن أذكر أنني أحبك"فالمشاعر لا تموت والاقدار لا يمكن أن تبددها , وربما غربة المشاعر والاقدار تجعل الانسان وحيداً مهموماً مُتعباً يميل الى الانطواء , كما أنها تجعل منه انساناً بلا حلم وبلا أمل ينتظر الموت..
بدوره كتب جبران خليل جبران يقول "اقدارنا مكتوبة فلماذا لا نعيش بهدوء" نعم أقدارنا مكتوبة قبل أن نرى نور الحياة ,فأي قلق بخصوص المستقبل ما هو إلا مهَلكة للنفس والأعصاب, وعلينا ان نستثمر المتاح ونستغل كل الممكن ونسلِّم أمرنا لله , ويبدو أن الأكثر بؤساً للانسان هو التظاهر بأن كل شيء على مايرام فيما كل شيء مُربكاً, , ولا بد للمشاعر والاقدار أن تختلط حزناً وفرحاً , وقد يتجاوز الرجال العثرات في الحياة بسرعة عكس بعض النساء , فالمرأة تنهار ويظهر الضعف عليها بينما الرجل يقاوم ويكابر , وفي النهاية كلاهما نفس بشرية تتأذى وتفرح وتتألم وتشتاق وتحب... فالمشاعر والاقدار لا تفرق بين رجل وأمرأة .
والى كل اصدقائي الصناعيين اتمنى في مطلع هذا العام ان تكون ايامكم مليئة بالانجازات , انتم الذين صنعتم المعجزات في الازمات التي مرت خلال هذه السنوات العجاف , وعلى طريقة من لا ينجز تحت الضغط لا يمكنه الانجاز ابداً , وربما لم يكن باستطاعتكم تغيير الاقدار المكتوبة انما استطعتم تبديل نتائجها الكارثية عبر الصمود والتضامن , واكملتم طريق النجاح وحققتم احلامكم وأهدافكم ولا تزالون مستمرين , كما انكم تمكنتم من السيطرة والتحكم بالظروف ولم تجعلوها تتحكم بكم, وما فقدتم يوماً الايمان بلبنان وطناً نهائياً , ولم تتباهوا يوماً بإنجازات غيركم على طريقة الذبابة التي وقفت فوق قرن ثور الحراثة وحين عادت الى منزلها وسألتها ذبابة أخرى أين كنت ؟أجابتها كنا نحرث ! هكذا حال بعض رجال السياسة في بلادي ينسبون إلى أنفسهم إنجازات وجهود غيرهم
نقولا أبو فيصل من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب"جزء 5