تطول لائحة التحديّات التي تواجهها السلطة القضائية في لبنان, ومعها الآمال المعقودة على إقرار قانون استقلاليتها وإعادة انتظام عملها تحقيقاً للعدالة, في مجتمعٍ يشهد انهيار طبقاته الإجتماعية الوسطى والدنيا, كما سلطاته الدستوريّة, جرّاء تحكم أطماع أو "طموحات" بعض القوى السياسيّة بمستقبل أبنائه.
وإن كانت تبعات الإنهيار الإقتصادي والمالي كبيرة على جميع اللبنانيين, إلّا أن تداعياتها على السلطة القضائية وقصور العدل كما المحامين والمواطنين تتفاقم يوماً بعد يوم, ما دفع الى التساؤل فعلاً عن المستفيدين من ضربها عمداً, بعدما تحوّل حق الدفاع المشروع في القانون, إلى أسلوب سائد لتقديم طلبات ردّ للقضاة لوقف التحقيقات في الملفات الشائكة. وهذا ما برز جلياً, في ملف تفجير مرفأ بيروت القضائي, قبل أن يصبح التعطيل رائجاً بشكل أوسع, مع لجوء النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان غادة عون إلى الأسلوب نفسه بوجه النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات, بعد استدعائها إلى التحقيق على أثر الشكوى التي تقدم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته بحقها, كما فعلها أيضاً وكيل الدفاع عن رئيسة هيئة إدارة السير هدى سلوم, المحامي مروان ضاهر, بتقديمه دعوى ردّ القاضية نازك الخطيب في ملف التحقيقات في النافعة.
ADVERTISEMENT