جريا على عادتها في مكاشفة القيمين على المدارس والرأي العام بأرقام مساعداتها السنوية منذ ثلاث سنوات, جمعت لجنة المساعدات المدرسية في زحلة, مدراء المدارس التي دعمت اللجنة تسديد جزءا من أقساط تلاميذها للسنة الدراسية 2022-2023 , وعددها 39 مدرسة في زحلة والبقاع وعكار والجنوب, لإطلاعهم على ما حققته بالنسبة للعام الدراسي الحالي, وعلى أبرز التحديات التي واجههتها في مهمتها.
وكشفت رئيسة اللجنة الدكتور منال مسلم بالأرقام, عن تطور عمل اللجنة منذ تاريخ تأسيسها في سنة 2020, حيث بلغ عدد التلاميذ الذين إستفادوا من دعمها عن السنة الدراسية 2020-2021 , 738 طالبا, وإقتصرت المساعدات في السنة الأولى على المدارس الخاصة في مدينة زحلة فقط وعددها 14 مدرسة, وبلغت قيمة المساعدات حينها نحو مليار ليرة.
في نيسان سنة 2021 تم التعرف على جمعية ALAM في سويسرا والتي تأسست على أثر انفجار مرفأ بيروت, وقد شجعت الجمعية لجنة المساعدات على توسيع نشاطها ليطال مناطق الأطراف الأخرى, وهكذا تم التعرف على مدارس بعكار والجنوب, ليرتفع عدد المدارس التي إستهدفت المساعدات تلاميذهم من 14 مدرسة الى 26, موزعة بين 15 في زحلة, 4 في عكار, و7 في الجنوب. فإزداد عدد الطلاب الذين إستفادوا من منح اللجنة الى 3125 طالب, بلغ مجمل قيمة الأقساط التي سددت عنهم نحو ستة مليارات ليرة.
عام 2022 بفضل المتبرعين نفسهم تم التوسع أكثر بتقديمات اللجنة, وتمكنت من مساعدة 39 مدرسة خلال السنة الدراسية الحالية, 17 مدرسة منها بزحلة وأضيفت مدرسة في قب الياس وأخرى في القاع, وإرتفع عدد المدارس التي إستهدفت في عكار الى 9 وواحدة في زغرتا, وصار عدد المدارس المستهدفة في الجنوب 10 أيضا. وبذلك تم دعم5600 طالب بمبلغ حوالى 18 مليار ليرة.
إضافة الى الأقساط المدرسية, إرتأت ALAM أن تساعد المدارس من خلال اللجنة بتركيب الطاقة. فتمت مساعدة بعض المدارس على تأمين التجهيزات.
وإعتبرت مسلم أن هذا التطور يسهم في تحقيق واحد من الأهداف الأساسية للتنمية المستدامة وهو الهدف المتعلق بالتربية والتعليم. علما أن عمل اللجنة كما أكدت مسلم مبني على قيم الشراكة بين الجمعية والمدرسة والاهل, بالإضافة الى الشفافية والدقة بالأرقام. مشيرة الى أنه من خلال مساعدة هذا العام معناها أن هناك 5600 طالب تمكنوا من اكمال دراستهم بمدارسهم مع اصدقائهم ونوعية التعليم التي يريدونها, وبالتالي وصل الدعم الى نحو ثلاثة ألاف عائلة, بالإضافة الى دعم ألفي مدرس واداري بهذه المدارس. من خلال الحفاظ على الاستقرار الوظيفي لهم.
وكشفت مسلم أن اللجنة لما كانت ستكبر بحجم مساعداتها لولا قاعدة المعلومات المتطورة التي أمنت وفرا في نفقاتها الإدارية والتشغيلية, علما أن الناشطين في اللجنة جميعهم متطوعين.
أما بالنسبة للتحديات, فلفتت الى ما واجهته اللجنة جراء عملية نزوح التلاميذ من مدرسة الى أخرى بسبب ارتفاع كلفة الإنتقال, بالإضافة الى الإرباك الذي تسبب به عدم إستقرار سعر صرف الدولار, وزيادة الأقساط التي لم تكن واضحة بداية. وتحدثت عن المعايير الموحدة التي وضعت لتذليل هذه التحديات. إلا أن التحدي الأدق بالنسبة للجنة كان ولا يزال في بقاء مساعداتها محصورة بفئة طائفية واحدة, وهذه كما أكدت مسلم "رغبة الواهب. بينما نحن نشجع على تأمين مصادر تمويل أخرى للحفاظ على الطلاب من جميع الطوائف, خصوصا أن من اختاروا البقاء بمدارس كاثوليكية معناها انهم مؤمنون برسالتها, ومن جهتنا نحاول مع الواهبين لتغيير مقاربتهم, وسنعلم الجميع اذا حققنا خرقا بالموضوع."
أما التحدي الأخير هو في كون المساعدة التي تقدمها اللجنة ليست الوحيدة, وهناك إهتمام من قبل الواهبين بالتنسيق مع الجمعيات الأخرى التي تقدم مساعدات مشابهة, مؤكدة بالمقابل أن هذا التنسيق قائم على عدة مستويات.
وكانت في بداية اللقاء مداخلة لرئيس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل أسعد زغيب شكر فيها اللجنة وأعضاءها والعاملين معها والواهبين والإغتراب الزحلي وأنديته والمدارس المتعاونة. موضحا أن بلدية زحلة على رغم الدعم الذي تقدمه للجنة منذ بداية نشأتها, لا تتدخل إطلاقا في عملها. ولفت زغيب الى الآلية التي وضعتها بلدية زحلة خلال الأزمة التي يمر بها لبنان لتسهيل كافة النشاطات الداعمة, من خلال دعم عمل الجمعيات والتشجيع على التعاون فيما بينها, معتبرا أن الجمعيات مجتمعة هي عمل بلدي ثان.
وأكد زغيب في المقابل على الشفافية التي تنتهجها البلدية وتشجع عليها في عمل الجمعيات والمدارس التي تتعاون معها ولا سيما لجنة المساعدات المدرسية, والتي رأى أنها من خلال هذه الشفافية إكتسبت مصداقية التوسع نحو عكار والجنوب.
وإختتم اللقاء بمداخلات لبعض مدراء المدارس, أجمعت على التنوية بعمل اللجنة ومساعداتها التي أكدت أنها ساهمت في بقاء الكثير من التلاميذ في مدارسهم.