الرأي:
رحلة جادّة سارت فيها ريتا حرب حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من مستوى؛ فمن يراها في مسلسل "ستيليتو", الذي يُعرض حالياً على منصّة "شاهد" وقناة "أم بي سي 4", يرى الجهد الذي بذلته في خطواتها التمثيلية درجة درجة لكي تربح بشخصية جويل, التي تقدّمها إلى جانب الممثلات ديمة قندلفت (فلك), كاريس بشار (ألمى) وندى أبو فرحات (نايلة).
الجمهور يتابع اليوم عبر جويل شخصيّة متقلّبة, لا حدود لألوان مزاجها, ولا "تابو" للرغبات الشخصية, التي ترغب في أن تنجزها أمام الملأ كي تصل إلى أعلى الهرم النسائيّ في المجتمع, حيث تعيش, إثباتاً لمكانتها كامرأة صانعة القرارات الأحادية.
الثنائية التي نسجتها مع طارق (كارلوس عازار) أتت في مكانها. تابع المشاهدون "نهفاتهما" كثنائيّ خفيف الظلّ, تماماً كمن يتابع مرحلة نمو طفل صغير. في أولى حلقات العمل العربيّ المأخوذ عن النسخة التركية من مسلسل "جرائم صغيرة", كانت علاقة جويل وطارق أشبه بثنائيّ مراهق محدود التفكير أمام الاستحقاقات الاجتماعية, لا بل فارغ. ومع تصاعد الأحداث, أخذت علاقتهما تنضج, وبدأ يغيب عنها العنصر الطفوليّ الطريف الذي عرّف بهما, إلى أن تعقّدت الأمور, ولم يعد في إمكانهما كتم المستور في مكنوناتهما, ممّا أوصلهما إلى مرحلة "العلاقة المعقّدة".
في الحلقة الـ34, اكتشف المشاهد أن جويل تعرّضت لحادث بعد سقوطها عن الدّرج في منزلها الجديد, فكان التحديق بأداء ريتا حرب الإنسانة وليس صاحبة الشخصية. فريتا نجت منذ أشهر من حادث سير مميت في تركيا أثناء توجّهها إلى موقع تصوير المسلسل برفقة مدرّب التمثيل بوب مكرزل, فأصيب وجهها, وتضرّرت قدمها اليسرى على مستوى الفخذ, وخاضت إثر ذلك رحلة من الجراحات والعلاجات الفيزيائيّة على مدى أشهر. ولربما هذه الغيرة على الدور الذي تؤدّيه في المسلسل أخرج فكرة تعرّضها لحادث, الأمر الذي مكّنها من مزاولة عملها بالرغم من الأوجاع الجسدية والنفسية الصعبة التي كانت مرّت بها.
حرب, وفي حديث لـ"النهار" أوضحت هذه النقطة: "كانت الطريقة الأمثل لتوظيف الحادث الذي حصل في المسلسل لتتمكّن جويل من استكمال دورها. لا أخفي عنكم أنها كانت أصعب مرحلة في حياتي؛ مرحلة مؤلمة مصحوبة بالعمليات والوجع والعلاج".
وتابعت: "كانت مرحلة صعبة خلال مكوثي في المنزل, فما بالكم في البقاء لساعات طويلة في موقع التصوير؟".
حرب اعتادت منذ تعرّضها للحادث التسلّح بالإيمان, وجدّدت كلامها بتأثر قائلة: "ربنا أعطاني القوّة, "ستيليتو" وجويل أعطياني قوة كبيرة, زرعا فيّ إرادة وعزيمة بأنّ هناك ما ينتظرني, وعليّ أن أقف على قدماي وأكمل العمل".
تعيد حرب ما قالته جويل في الحلقة 34: "أنا بدّي ضلّ هيك طول حياتي معطوبة؟ أنا لازم قوم أوقف على رجلاي", مضيفة: "هذا الكلام كان موجّهاً من جويل إلى ريتا, لأن ريتا كانت تمرّ بمرحلة خطرة, ويبدو أن جويل هي من ساهمت في وقوفها مجدّداً".
وتتابع حرب: "النتيجة التي وصلنا إليها أنستني التعب, وسعيدة بنجاح العمل في الوطن العربي". وتختم: "ما ألمسه اليوم من نجاح جعلني أنسى كلّ التعب والوجع والمرحلة الصعبة والدقيقة التي مرّرت بها طالما كنت متسلّحة بهدف الوصول".