كتب نقولا ابو فيصل
يبلغ عدد طلاب الجامعة اللبنانية المسجلين حوالي 81 ألف طالب من أصل مجموع الطلاب الجامعيين في كل الجامعات اللبنانية بما فيها الجامعات الخاصة والبالغ 222 الف طالب, وفيما يتم التداول ان عدد طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية وحدها يبلغ حوالي 9783 طالباً وطالبة , والعادة انه بعد السنة الاولى يتابع ما لا يزيد عن 10% من طلاب هذه الكلية ليصل الى السنة الرابعة حوالي الف متخرج بأحسن حال يتوزعون على سوق العمل بين قضاة ومحامين وكتاب عدل وعاطلين عن العمل او معقبي معاملات , وفيما الجامعة اللبنانيّة تنهار, هذه الجامعة التي تعلمنا فيها , جامعة الفقراء والمميزين نجدها اليوم مهدّدة بالاقفال, وبات الاساتذة مهددين ايضاً , وقد هاجر معظمهم حيث فرغت أقسام عديدة في معظم الكليات وقد ظهر ذلك جلياً عند العودة الى التعليم العادي بعد أنتهاء وباء الكورونا ومرحلة التعليم عن بعد.
وفيما مشاكل الجامعة اللبنانية تنقسم الى جزئين الجزء الاول يتعلق بالاساتذة والجزء الثاني يتعلق بالتجهيزات والحاجة الى مواكبة التطور دائماً , يضاف اليها مشكلة غير منظورة وهي مزوري الشهادات في بعض الجامعات الخاصة والدكاكين , ولا ننسى تجار هذه الشهادات الذين تحكموا بالقطاع التربوي من زمن بعيد , وكانت فضيحة اكتشافهم صدمة كبيرة , واساءة كبيرة للتعليم الجامعي في لبنان , وفيما يعد الاساتذة الجامعيون من اصحاب أعلى المراتب الاجتماعية في دول العالم المتحضر , فأنهم في لبنان يعانون
من انهيار قيمة رواتبهم , وخضوع ترقيتهم او تثبيتهم لا للكفاءة , بل للمحسوبيات السياسية والمذهبية , والاستنسابية.
كما أن ما يحدث مؤخراً من تحويل التعليم إلى سلعة يُدفع ثمنها بالدولار الفريش في الجامعات الخاصة إلى تهميش الجامعة اللبنانية والسيطرة عليها من قِبل الأحزاب الطائفية, مسار واحد يعكس تآمر السلطة على الجامعة اللبنانية واستطراداً نسأل نواب الامة الاكارم لماذا لم تشكل لجنة تحقيق برلمانية واحدة رغم انهيار الليرة وبلوغ الدولار مستويات جنونية وغموض مصير ودائع بنحو مئة مليار دولار وتبخر مدخرات الضمان ونقابات المهن وصولاً الى إنهيار النظام الصحي وإنهيار الجامعة اللبنانية وبلوغ الفقر نسبة ثمانين بالمائة من السكان والبطالة نسبة اربعين بالمائة وهجرة ثلث شباب لبنان , ومن المؤكد أن عدداً كبيراً من اللبنانيين يوافقون الصحافي البريطاني الذي اشار الى أن العادة جرت أن تكون المافيا في كل دول العالم مختبئة تحت الأرض , أما في لبنان فهي على عكس ذلك حيث نجدها ممسكة بكل مفاصل السلطة وهي أسوأ الإحتلالات التي يعيشها لبنان.
نقولا ابو فيصل رئيس تجمع صناعيي البقاع
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء ٤