كتب نقولا ابو فيصل
ممّا لا شكّ فيه أنّ للتعليم عن بعد فوائد وإيجابيات كثيرة , لكنّ ذلك لا يعني أنّه يخلو من السلبيات والثغرات مثل إزدياد نسبة إلتهاء الطلاّب في منازلهم , وتفويت مؤكد للدروس والمواعيد النهائية لتسليم المهام أو تقديم الاختبارات , وصولاً الى فقدان العديد من الطلاب الحافز والرغبة في التعلّم , وقد ثبت نجاح "التعليم عن بعد" مع الطلاب الذين يحسنون العمل بمفردهم لكن أولئك الذين لا يمتلكون مهارات التنظيم وترتيب الأولويات فأنهم قد واجهوا مشاكل عديدة , وربما فشلوا في الاستفادة من هذه التجربة , ومن جهة اخرى وعلى الرغم من أنّ التعّليم عن بعد يعد أقلّ تكلفة من التعليم التقليدي لكنّ تكاليف الولوج اليه قد تكون مرهقة للبعض مثل توفير أجهزة كومبيوتر مناسبة وصعوبة الحصول على اتصال جيد بالإنترنت خاصّة في المناطق النائية , ممّا جعل من التعليم عن بعد عائقًا لبعض الطلاب ويمكنني اعتباره تجربة سلبية غير ناجحة حتمتها الضرورة بسبب جائحة كوفيد 19 في العام 2020
بيد أن التعلّم عن بُعد سمح باستيعاب الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تمكن اصحاب الاصابات الجسدية والمرضية من عدم تفويت المحاضرات , كذلك تمكن من لديه مشاكل صحية نتيجة الاصابة بوباء كورونا من التحكّم بتوقيت تلقي الدروس , كما أتيح له خيار إيقاف الفيديو التعليمي مؤقتاً وإعادة تشغيله في الوقت الذي يناسبه , وقد تكون جائحة كورونا في العالم قد ساهمت في انشاء كليات جديدة للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد كما فعلت جامعة نجران في المملكة العربية السعودية وغيرها من الجامعات حول العالم !وتمكنت من خلق استراتيجيات جديدة للتعليم عن بعد , لكن المشكلة الاساسية ان وزارة التعليم السعودي مثالاً ترفض قبول الشهادات الجامعية الصادرة عن أي جامعة خارج المملكة إذا كانت تدرّس بنظام الأون لاين, (شهادة التعليم عن بعد غير معترف بها في المملكة )إذا كانت تمنح من جامعات الخارج .
خلاصة القول ان التعليم عن بعد يسمح حسب رأيي للطلاب الجامعيين للتواصل مع الجامعات الاجنبية خاصة لصفوف الماجيستير والدكتورة , وما دون ذلك يبقى التفاعل ضرورياً في كل الصفوف الدراسية حتى الجامعية بين التلامذة واساتذتهم , وعليه يمكن اعتبار التعليم عن بعد مفيداً من الان وصاعداً للطلاب الجامعيين المُقيمين خارج الولايات المتحدة الأمريكية او بريطانيا او غيرها من الدول الاوروبية الذين يحتاجون الدراسة في جامعاتها , وبينما القسط السنوي في إحدى الجامعات الحكومية في اميركا يُقارب 22 ألف دولار سنوياً لتخصص الأربع سنوات, فأنّ الطالب المُلتزم بنظام التعلّم عن بُعد في نفس الجامعة ونفس التخصص يحتاج إلى ما يُقارب 50 ألف دولار كلفة كل اقساطه لسنواته الدراسية الأربع كاملة, ناهيك عن تقليص مصاريف السفر والاقامة وبدل الايجار والمعيشة في الولايات المتحدة الاميركية .
نقولا ابو فيصل ✍️