الراي- سامر الحسيني
على ابواب فصل الامطار والشتاء تبدي العشرات من البلديات عجزها المادي عن التحضيرات الاعتيادية من تنظيف الاقنية والسواقي المائية كما جرت العادة في السنوات الماضية .
اغلب البلديات البقاعية وعلى طول لبنان تحولت الى بلديات جامدة لاتستطيع القيام باي عمل انمائي يزيد عن مهمة رفع النفايات التي ايضا يعترضها الكثير من العراقيل بسبب ارتفاع كلفة رفع النفايات ونقلها الى المطمر ولكن من ايجابيات الواقع البلدي في البقاع الاوسط وجود مطمر زحلة الذي تشرف وتشغله بلدية زحلة التي تستمر في استيفاء الرسوم المالية على دولار 1500 من البلديات .
كل البلديات تبدي عجزها العلني عن الانماء ,فكل ما يتم استيفائه لايكف بدلات الرواتب ولم تعد اية بلدية قادرة على انجاز اي عمل انمائي بدءا من صيانة الانارة او ما شابه من الاعمال الانمائية الصغيرة ,فهذه البلديات تعاني من الفوارق المالية الكارثية ما بين ما يتم استيفائه من جهة وبين كلفة الانماء من جهة اخرى .
يخشى العشرات من رؤوساء البلديات في البقاع من فيضانات اقنية الشتاء وتصريف الامطار التي لم يتم تعزيلها ناهيك عن عجز البلديات عن ترميم اية حفر داخل طرقاتها .
تضاعفت عشرين مرة كلفة نقل النفايات والرسوم تراجعت ولاتزال على حالها كما كانت ما قبل الازمة المالية والاقتصادية فكيف يمكن ان نستمر في هذا العمل حسب اكثر من رئيس بلدية كان قد شكا ايضا من عملية التمديد للمجالس البلدية التي يرفضها العشرات الذين كانوا ياملون الاستراحة من هذا الواقع الكارثي .
تحولت المجالس البلدية في الدورة الاخيرة الى محرقة تامة للعمل الانمائي ,فالمشاريع توقفت ومن يملك المال مكبل بالروتين الاداري والمناقصات لزوم الاعمال الانمائية تفشل ,ففي بلدية زحلة 33 مناقصة اعلنت عنهم البلدية ولم تنفذ واحدة ,فكيف يمكن اقناع اي متعهد القيام باي عمل انمائي يتطلب شراء وتنفيذ احتياجات اي مشروع على دولار السوق السوداء وعليه ان ينتظر اشهر لقبض مستحقاته والاهم ان عملية رفع القيم المالية دونها عقبات ادارية ومالية وانتظار الاجراءات المالية الجديدة من اقرار الموازنة الى اقرار التسعيرات الجديدة واعتماد سعر دولار جديد .
يبدو ان البلديات لم تحضر نفسها الا لشتاء قاس سيدفع ثمنه العابرون على الطرق والمواطنين .