أعلن الأمين العام للمدارسِ الكاثوليكيّة الاب يوسف نصر, في مؤتمر صحافي عقده في مقر الامانة العامة في عين نجم, توصيات المؤتمر الثامن والعشرين للمدارس الكاثوليكيّة بعنوان "الحوكمة في المدارس الكاثوليكيّة من منظور الديناميّة المجمعيّة", الذي انعقد يومي 6 أيلول الحالي و7 منه في مدرسة مار الياس للراهبات الأنطونيات في غزير برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره ووزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عبّاس الحلبي ممثلاً رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون.
واشار البيان الختامي للمؤتمر الذي تلاه الاب نصر الى ان" المشاركين خرجوا بأفكار متنوّعة وغنيّة تشكّل أرضا ملائمة لبلورة خطّة عمل موحّدة تتضمّن اقتراحات عمليّة لحوكمة جديدة, نلخّصها بما يلي من التوصيات".
التوصيات
وقال نصر: " استنادًا الى تعاليمِ الكنيسةِ الإجتماعيّةِ والتربويّةِ والى ما تمَّ تداولَه خلالَ المؤتمرِ واستتباعًا لتوصياتِ المؤتمراتِ السابقة وانطلاقًا من غايةِ المؤتمرِ وأهدافِهِ الداعيةِ الى اعتمادِ الديناميّةِ المِجْمِعيَّةِ في حَوكَمَةِ مؤسَّساتِنا التربَوِيَّة وتَحديدِ مقوِّماتِ الصمود, التي إذا ما فَقَدناها نَدْخلُ في مرحلةِ الخطرِ الوُجودِيِّ الداهِم, صَدرَتْ التوصيات التالية:
أولاً: إلتزامُ المدارسِ الكاثوليكيّةِ قراراتِ الأمانةِ العامّة المنبثقةِ عن هيئاتِها المختلفة, واعتبارُ هذه القراراتِ ملزمةً على الصعيدِ التربويّ, ممّا يُحتِّمُ عليها العملَ والتعاطي فيما بينَها كجِسمٍ كنسيٍّ واحد.
ثانيًا: تطويرُ بُنَى التواصلِ الفاعل, إنطلاقًا مِنْ روحِ الديناميّةِ المجمعيّة, بينَ مُختَلِفِ الأفُرَقاءِ في المؤسَّسةِ التربويّةِ الواحدة, وفي ما بينَ المؤسّساتِ التربويّةِ, وخصوصًا تلك الواقعةَ ضمنَ نطاقٍ جغرافيٍّ واحدٍ, بهدفِ الإغناءِ المتبادَلِ والتَشارُكِ في الخُبُراتِ والآراء.
ثالثًا: إعتمادُ أسلوبٍ تشاركيٍّ في إدارةِ مدارِسِنا, بعيدًا من ممارسةِ السلطةِ بالطُرُقِ التقليدِيَّةِ, وذلكَ مِنْ خلالِ إنشاءِ "مجلِسِ المدرسة" مكوّنٍ من الإدارة, الأساتذة, الأهل, القدامى والمُتعلّمين, يكونُ مساحةَ لقاءٍ وحوارٍ لاستنباطِ القراراتِ التي تَهُمُّ الحياةَ المدرسيّةَ ومصلحةَ الطلاب.
رابعًا: اعتمادُ أسلوبِ حوكمةٍ جديدٍ, مُنْبَثِقٍ من الديناميّةِ المجمعيّةِ, مبنيٍّ على الشفافيّةِ والمُساءَلَةِ والمَسؤوليّةِ الجماعيّةِ والفرديّة.
خامسًا: وضع إطارٍ تدريبيٍّ لكلِّ مكوّناتِ العائلةِ التربويّة يَتَركز على الحَوكَمَةِ التَشارُكيّةِ ويَهْدِفُ الى تَمْتِينِ المسؤوليّة المشتَرَكَة.
سادسًا: وضع إطارٍ إيجابيٍّ مُحَفِّزٍ يوفر للمُعلِّمِ حَدًّا أدْنى مِنَ العيشِ الكريمِ بِما يُعَزِّزُ انْتِماءَهُ ويُطوِّرُ مَهاراتِه, لضمانِ جودةِ التعليم.
سابعًا: توفير شبكةِ أمانٍ اجتماعيٍّ في كلِّ مؤسّسةٍ تربويّة, قِوامُها التضامُنُ الإنسانِيّ, تَعْتَمِدُ الحاجةَ معيارًا وحيدًا للمساعدة.
ثامنًا: إدراجُ خُطّةِ التنميةِ المستدامَة ضمنَ المناهِجِ التربويّة, وحَض المؤسّساتِ التربويّةِ على تَبَنّيها على الصعيد الاقتصاديّ, الاجتماعيّ, التربويّ والانسانيّ, ودَمْجِها في مشاريعِ المدارسِ التربويّة وخصوصا تلك التي تَهدفُ الى إحياءِ روحِ المواطنةِ المسؤولةِ والفاعلة.
تاسعًا: إعادةُ مَوْضَعَةِ القيمِ الإنسانيّةِ في صميمِ العمليّةِ التربويّة, ومِنْ ضِمْنِها الاحترام, الشفافيّة, الصدق, وروحُ المسؤوليّة.
عاشرًا: تعزيزُ روحِ الشراكةِ مع سائرِ الافرِقاءِ المَعْنيّينَ بالشأنِ التربويّ على الصَعيدَينِ الوطنيّ والعالميّ".
واضاف :" الأمانةَ العامّة للمدارسِ الكاثوليكيّة تَعي أنَّ تطبيقَ هذه التوصياتِ ودخولَها حيّزَ التنفيذِ ليس أمرًا بديهيًّا, إنّما يتطلَّبُ ملاحقةً ومتابعةً وتدريبا, لذلك إرتأتْ إنشاءَ لجنةٍ خاصّةٍ منبثقةٍ من هيئاتِ الأمانةِ العامّة تنسّقُ بشكلٍ دوريٍّ ومناطقيٍّ مع مكوّناتِ العائلةِ التربويّةِ كافة".
وشكرِ "اللجنةِ المنظّمة والمؤسّساتِ الداعمة ووسائلِ الإعلام", وتمنى للمؤسّساتِ التربويّة "بَدءَ عامٍ دراسيٍّ هادئٍ ومَرِن, بعيدًا من جوِّ القلقِ والاضطراب والتشنّج والمزاحمة" .
افتتاح المؤتمر
وكان المؤتمر انعقد يومي 6 أيلول و 7 منه في مدرسة مار الياس للراهبات الأنطونيات في غزير. افتتح اللقاء وافتتح باحتفال ديني وتخلّله لوحة تعبيريّة قدمها بعض من طلاب مدرسة مار يوسف لراهبات القلبين الأقدسين - عين نجم على أنغام جوقة فيلوكاليا بإدارة ريبيكا يوسف, ثم قام ممثل لكل من مكوّنات العائلة التربويّة بتجديد فعل ايمانه بالمدرسة الكاثوليكيّة وبدورها ورسالتها الدينيّة والتربويّة والإنسانيّة.
الجلسة الافتتاحية
وقدّم لخطباءَ احتفال الافتتاح الإعلامي يزبك وهبه.
نصر
واعتبر الأب نصر أنّ "الواقع يحتّمُ علينا إيجاد سبلٍ جديدة لإدارةِ مدارسنِا بأسلوبٍ تشاركيّ, يسفِرُ عن "حوكمة جديدة" لمواجهة الأزمة", داعيًا إلى "إعلان حال طوارئ تربويّة والى انعقاد مؤتمرٍ تربويٍّ وطنيٍّ شامل".
الحلبي
وأشاد الوزير الحلبي ب"الحوار القائم بين مكوّنات الأسرة التربويّة لإنقاذ العام الدراسيّ " ودعا إلى" عدم تعميم الإحباط ومواجهة تداعيات الأزمة عبر التعاون, من منطلق الشراكة في تحمّل المسؤوليّة".
دولورم
وأشار الأمين العام للتعليم الكاثوليكيّ في فرنسا فيليب دولورم إلى "إشراك الجميع في التغيير وفي بناء الرؤية الاستشرافيّة العتيدة للرسالة التربويّة في المدرسة الكاثوليكيّة, المبنيّة على الرجاء المسيحيّ الفرح".
رحمة
من جهته, اعتبر رئيس اللجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة المطران حنا رحمة إنَّ "العَمَل في المدرسةِ الكاثوليكيَّةِ هُوَ رسالةٌ كنسيَّة بامتياز لا تُحقِّقُ مبتغَاهَا إلاّ في ديناميّةٍ سينودُسِيَّةٍ نسير فيها معًا, وبالتّضامُنِ والتّكافُلِ بين كلّ المعنيّين" .
بيكيري
وتلا القائم بأعمال السفارة البابويّة المونسنيور جيوفاني بيكيري كلمة الكاردينال جوسيبي فرسالدي, رئيس المجمع الحبريّ للتربية, وأوضح أن" الترابط الوثيق بين مختلف مكوّنات الجماعة التربويّة داخل المؤسّسات التربويّة كفيلٌ أن يرسم ملامح حوكمة تشاركيّة من شأنها أن تقود المؤسّسات التربويّة الكنسيّة إلى تحقيق رسالتها" .
الراعي
ورأى البطريرك الراعي أنه "عبر موضوع هذا المؤتمر, يواكب المجتمعون الكنيسة الكاثوليكيّة في مسيرتها السينودسيّة, بما تعني من شركة ومشاركة ورسالة, من أجل حوكمة أفضل في مدارسنا الكاثوليكيّة".
الجلسة العامة
انعقدت هذه الجلسة حضوريًّا بعد الافتتاح مباشرة وأدارتْها البروفسور نيكول صليبا شلهوب من جامعة الروح القدس - الكسليك, وتحدّث فيها كلٌّ من:
الأب البروفسور جورج حبيقة الذي رأى أن" النهج السينودسيّ يرتكز على شرطَين لا غنىً عنهما: الشراكة والمشاركة, مما يوجب إحداث تغييرات متنوّعة سواء على مستوى إعداد المعلّمين وعلى مستوى الأبحاث التربوية, بالإضافة إلى ضرورة تخصيص وقت للمشاركة والتبادل مدعومًا بالأصالة والشجاعة في إطار من الحريّة والحقيقة والمحبّة".
نوتشي
وعرض الأب البروفسور اكزافيه نوتشي اليسوعي لـ"تجربة شخصيّة لطريقة تطبيق هذا الأسلوب من الحوكمة الجديدة".
وخلص إلى" ضرورة تبنّي حوكمة تشاركيّة تجعل من كلّ واحد شريكًا وفاعلًا في تحقيق الهدف المشترك, وتتيح بالفعل عينه تزخيم الشجاعة والابتكار اللازمين في سبيل خدمة الجميع".
في نهاية الجلسة العامّة, تولّت منسّقة أعمال المؤتمر الأخت نوال عقيقي شرح مضمون ورش العمل المقرّر تنفيذها في اليوم الثاني وآلياتها.
واختتم وقائع اليوم الأول الأب نصر بصلاة ذات طابع روحيّ وتربويّ.
ورش العمل
في اليوم الثاني من المؤتمر, توزّع المشاركون الذين ناهز عددهم الـ 300 مشارك من مختلف مكوّنات الأسرة التربويّة (مديرو مدارس ,أساتذة, أهل وقدماء) ضمن 6 مناطق جغرافيّة على امتداد الوطن, "لعيش الروح المجمعيّة والتفكّر معًا وتبادل الخبرات خطوة أولى من "السير معًا" نحو غدٍ أفضل".
استضافت ورش العمل 6 مدارس كاثوليكيّة انقسم المشاركون في كلّ منها الى حلقتي بحث لمناقشة المواضيع المحدّدة والخروج بورقة عمل مشتركة, تحت إشراف دكاترة متخصّصين, وناقشوا المواضيع التالية هي:
الحلقة الأولى: "الحوكمة والسلطة الإداريّة"
الدكاترة المشرفون عليها في مختلف المناطق هم : ايفيت غريب (USJ), غلوريا حداد (USJ), نورما زكريا (USEK), ريان هيكل (ULS), ساميا عيسى(USJ), ونعمة عازوري (USEK).
الحلقة الثانية: "حوكمة المدارس الكاثوليكيّة والانفتاح على التغيير والابتكار من منظور التنمية المستدامة"
الدكاترة المشرفون عليها في مختلف المناطق هم: ايفا هاشم (USEK) , وديعة الخوري (USJ), فادي الحاج (USJ), ايلي مخايل (UL), داني غصوب (NDU), وديع سكاف (USJ), وبيار الخوري (ULS).