عبق القصر البلدي بحب زحلة الذي فاض في كلمات وألحان وصور إجتمعت خلال الإحتفاء بكتاب Zahle : le liban au coeur لباسكال إسطفان, والذي أعادت من خلاله "إكتشاف المدينة من خلال عاطفتها" لتترك لقرائه فرصة التلاقي ب"قصصنا" المشتركة في هذه المدينة. فكان الكتاب على ما جاء في كلمة ألقاها رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب للمناسبة "محاولة لنقل نوستالجيا مدينتنا, من القصص المروية التي نتناقلها بأحاديثنا, الى ورق وحروف, حتى نحفظ الصور المطبوعة بذاكرة المقيمين وننقلها للمنتشرين, ونتناقلها من جيل الى جيل, فيكون الكتاب حاضنا لثوابت مدينتنا, ويساعد في الحفاظ على تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا."
الكتاب الذي زين ب 110 لوحة للفنان موسى طراد, حمل أيضا أهدافا نبيلة, من خلال التبرع بكل عائداته لأعمال الخير في المدينة, وقد شارك كل من إشتراه ليلة امس في جزء من قسط مدرسة لتلميذ من زحلة فساعد بذلك " اولاد زحلة على إكمال تعليمهم بهذه الظروف الصعبة, والأستاذ ليبقى رسول العلم والمعرفة ويعيش بكرامة , وبالتالي إستمرار مدارسنا بتخريج اجيال من الزحليين ليملأوا الدنيا علما وثقافة" على ما جاء في كلمة زغيب.
رعا الإحتفال وزير الثقافة محمد وسام مرتضى وحضره وزير الصناعة جورج بوشيكيان والنائبان سليم عون والياس إسطفان وبلال الحشيمي, وجمع كبير من الفعاليات والشخصيات. وكان الإفتتاح بكلمة لعضو المجلس البلدي ميشال أبو عبود الذي عرف بالمتكلمين, سائلا في بداية كلمته مع الكثيرين عن سر زحلة . فإعتبر أن "سر زحلة بدأ مع الله , وانها موقع بنصف الكون تاريخ يحكي ويكتب ويغرق ببحر من القوافي والامجاد. وسرها انسان مجبول بالعاطفة والثقافة والقيم الفريدة, واله يسكب شلالات الكرامة والعنفوان على ارض مزروعة بعرق الجبين , وهو ام تربي اولادها كل شبر بندر. سر زحلة انه مع كل إشراقة شمس يخلق مبدع …لتسمع صوت المعالفة, ميشال طراد وسعيد عقل, جوزف الغصين, جوزف الصايغ, جورج كفوري , راجي وشكري ونجيب وكثيرين غيرهم….سر زحلة انها مدينة للصيف والضيف وغدرات الزمان . سر زحلة ان كلمتها كلمة و"مسكة الشوارب" اهم من مليون شاهد. سر زحلة انه إينما وجد زحلاوي هناك زحلة"
لا أحد بينكر ان زحلة مدينة بنيت بعرق الجبين, وبسواعد ابنائها المقيمين والمنتشرين, وهذا كما رأى زغيب في كلمته "ما عزز الروابط بين زحلة الانتشار وزحلة المقيمة, وهذه الروابط هي صمام امان للزحلاوي أينما وجد" ومن هنا إعتبر "أن الكتاب قيمة مضافة, تكمل ما بدأنا به من خلال توطيد العلاقة بين الداخل والخارج, ويساعد بمأسسة التكامل الذي نسعى إليه من خلال جامعة الانتشار الزحلي." معلنا عن إنعقاد مؤتمر الانتشار الزحلي الثالث بالقصر البلدي الأسبوع الجاري, حيث سيجمع المنتشرين حول العالم لمدة ثلاثة أيام للبحث بكل المواضيع التي تهم المدينة واهلها."
كما يفعل الزحليون أينما وجدوا لم يتوقف الحديث عن زحلة, وهذا ما قالت إسطفان أنه تفعله أيضا مضيفة " أن صديقاتي الفرنسيات سألنني يوما ما إذا كانت زحلة مركز العالم. وهي كذلك, منذ صغري كانت مركز عالمي, وكالسحر, ومع كل رحلات السفر التي قمت بها, وإقاماتي في الخارج ستبقى كذلك طالما حييت والى ما بعد."
أعطى زغيب من بعدها الكلام لرئيسة نادي زحلة فرنسا جوزيان تامر, بعد أن أشاد بمبادرتها في تأسيس النادي مباشرة إثر إنعقاد مؤتمر الإنتشار الزحلي الاول. فأكدت تامر ب"اننا لسنا مغتربين, لأن المغترب هو الذي ينسى لبنان ومشاكله, وإنما نحن بالإنتشار الزحلي في فرنسا ليس لدينا مغتربين, الإنتشار الزحلي يعتبر لبنان الحبيب وهناك قصة عشق بين الإنتشار الزحلي وزحلة. ولهذا السبب من منطلق حبنا لزحلة عملنا يدا بيد, وقمنا بعدة مبادرات" عددت تامر بعضها وصولا الى بيع الكتاب لأهداف إنسانية. وأكدت تامر إلتزام النادي بثلاثة امور: أولا مساعدة التلاميذ الزحليين بفرنسا, ثالنيا مساعدة الاساتذة بالمدارس الزحلاوية, الى المبادرة التي التي قامت بها اسطفان من خلال الكتاب الذي وضعت فيه كل محبتها ومواهبها لتخصيص عائدات الكتاب بالمجال التربوي.
بعدها تحدث الفنان موسى طراد عن تجربة مشاركته بالكتاب الذي أرادت اسطفان كما قال ان يكون بنوع ورق جيد وكبير ليليق بزحلة واهل زحلة, فرغبت بالمشاركة, وهذه المشاركة كانت بكل منحبة ومن قلبي كون ريعه يذهب للعمل الجيد في هذه المدينة التي نحبها بقدر الدني " داعيا الجمهور الى الإستمتاع بلوحاته الزيتية والمائية التي عرضها في القصر البلدي.. وقرأ طراد قصيدة لوالده الشاعر ميشال طراد أهداها لأهل زحلة ولكل لبناني فيه عنفوان.
الى كلمة لمؤلفة الكتاب باسكال إسطفان التي قالت "أنه من حبي لزحلة ولدت فكرة أن أكتب وأقدم لها كتاباً. من حنيني ومن إبتعادي, إستولت عاطفة تفوق الوصف على قلبي, ودفعتني للاحتفاظ بذكريات الزمن الجميل في ذاكرتي, وكتابتها كشهادة.
لا تكف مدينة حسن الاستقبال بإمتياز, عن إدهاشنا. أن نعيد إكتشافها من خلال عواطفنا وإنعكاس ذواتنا, أن نعيشها من خلال قراءة أجمل أوقاتنا, أن نتلاقى في قصصنا, أن يحدونا شعور بالفخر المشترك بأننا ننتمي لها, وأن نقدر, بهذا الشعور بالافتخار الخاص بنا, كم نحن محظوظون بأن نكون زحليين ذاك هو الغرض من كتاب: Zahle : le liban au coeur الى جانب كونه تحفة فنية, لهذا الكتاب هدف من أنبل الاهداف في الحياة الا وهو العطاء, بما أن كل عائداته مهداة لمن هم من بيننا بحاحة."
وكانت الكلمة الأخيرة لراعي الإحتفال الوزير مرتضى الذي رأى رجاء في هذا التعلق بلبنان من المغتربين الذين يعيشون أحوال وطنهم في كل نظرة عين وخفقة قلب؛ لا بالمحبة فقط, بل بالعمل على مساندة المقيمين معنويًّا وماديًّا لتمكينهم من الصمود. هذا الكتاب صورة من صور المساندة الرائعة, لأنه يحفظُ تراثَ الوجوه , ويوظفُ ريعَه في خدمة الحاضر والمستقبل." وقال" إن وطنًا فيه مثل هذه الطاقات لا يموت."
ودعا الى تذكر "الأغنية الجميلة التي أصبحت بمنزلة نشيد زحليٍّ رسمي: "زحلة يا دار السلام فيكي مربى الأسودي"." قائلا "إنني من هنا من عروس البقاع, أدعو بصراحة كاملة إلى اعتماد هذه الأغنية شعارًا لكلّ لبنان, فإننا نريد لوطننا لبنان أن يكون كما هو مضمونها... دارَ سلامٍ لأبنائه وعرينَ أسودٍ جاهزين ومجهّزين للدفاع عنه وعن ثرواته في وجه كلّ اعتداء"
بعدها شارك الجميع في حفل كوكتيل ووقعت اسطفان الكتاب للراغبين به.