الرأي:
تمثُل اليوم النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون, أمام المجلس التأديبي, على خلفية خطأ شَدكلي ارتكبته بقبولها الظهور إلى جانب المرشّح للانتخابات النيابية عن دائرة الشمال الثانية - طرابلس عمر حَرفوش, أَي على خلفية هشّة وجد من خلالها المتضررون السياسيون من تحقيقاتها ضالتهم لملاحقة القاضية التي تقضّ مضاجعهم.
وغرّدت القاضِية غَادة عون اليوم, على حِسابها عَبر "تويتر" كاتِبةَ: "صباح الخير يا احلى شعب يا اغلى أحبة, اليوم سأذهب شامخة الرأس الى المجلس التأديبي لأني لا ارتشيت ولا سايرت ولا دورت الزوايا ولا رضخت للمنظومة الفاسدة".
وفي هذا الإطَار تَرى مَصادر قضائية مُتابِعة للملف, أنَّ "المنظومة القضائية التي تدور في فَلك السُلطة, تَشعُر بنَشوة الإنتقَام مِن قَاضية لا تَدور في فَلك الفَساد المُستشري في الجِسم القضَائي, ولَا تعرف المسايرة وتعمَل بقَلبٍ قَويّ ووِفق قناعَاتها, فهِي أَسقَطت وَرقَة التُوت التي تَستر عَوراتِهم, فلَم يجِدوا في مَلفّها القَضائي سِوى هَذا الخَطأ الشَكلي ليبنوا عليه قضيّة "تأديبيّة" وخصوصاً أن من أعدّ هذا الملف بحقّها تدور حوله آلاف الأخطاء الشكليّة وغير الشكليّة عن عَلاقته بمنظُومة الفَساد".
وتتوقّع المصادر أن لَا يعرف القاضي المولج مُحاسبتها في المَجلس التأديبي كَيفية التعاطي مع هذه القاضية الصارمة في مواقفها, والقادرة على فرضِ هيبَتها على كافة القُضاة متسلّحة بملف وسيرة خالية من شُبهات فساد, فهل يَستطيع القضاء تأديبها أم هي من سيؤدّب القَضَاء المُنحرف عن مسارِه؟.