الرأي:
تتحضّر فرنسا لانتخاباتها التشريعية المرتقب انطلاقها في 12 حزيران المقبل لتستمر حتّى التاسع شعر منه. ويقترع الفرنسيون المقيمون خارج بلدهم نواباً يمثلونهم في بلدان الاغتراب, يتلمّسون همومهم وحاجاتهم ويعملون على تحسين ظروف عيشهم في الخارج. ويبلغ عدد الدوائر الانتخابية للفرنسيين المقيمين في الخارج 11, من ضمنها الدائرة العاشرة التي تضمّ 49 بلدا في الشرق الأوسط وأفريقيا من ضمنها لبنان.
للمقعد في هذه الدائرة, قدّمت مديرة الشؤون القانونية لهيئة الأسواق المالية في لبنان كالين معراوي ترشيحها. وعن دوافع الخطوة, توضح لـ "المركزية" أن "في لبنان 20000 ناخب وهذا أحد أسباب الترشح, بالتالي لبنان له وزنه في هذه الانتخابات, نظراً إلى عدد الأصوات ولم يمثل أي نائب هؤلاء في هذه الدائرة من قبل. كذلك, جنسيتي المزدوجة في هذه الدائرة جعلتني أواجه مشاكل الفرنسيين المغتربين نفسها وهناك تقارب بيني وبينهم وهذا هدف هذه الانتخابات. هذا المنصب وجد ليكون النائب واحدا مع الناخبين, خصوصاً أنه في ظلّ ما يحصل في المنطقة تفاقمت أهمية الجنسية الفرنسية في بلدان هذه الدائرة, لأن الفرنسي القاطن فيها يعاني أزمات مثل السكان الآخرين, إن كان لجهة التعليم أو الطبابة أو غيرها...".
في الوقت نفسه, تعتبر أن فرنسا منحتها الكثير "لذلك أبغي أن تكون العطاءات متبادلة, لنفيد بخدمتنا الفرنسيين في المنطقة وتوازياً نساعد في الحفاظ على حضور فرنسا في المنطقة وعكس أفضل صورة لها وللفرنكوفونية".
أما بالنسبة إلى برنامجها الانتخابي, فتشير معراوي إلى أن "بالعودة إلى برامج المرشحين السابقين لهذه الدائرة وغيرها, لاحظت تشابهاً كبيراً بين البرامج التي لم تحقق لأنها تتكرر من دورة انتخابية إلى أخرى". من هنا, تفضّل المرشحة التوجه نحو "قضايا واقعية وعملية لأكون نائبة فعّالة, وآخذ على عاتقي إشكاليات يعيشها الفرنسيون في هذه الدائرة ويمكن إصلاحها عبر خطوات معينة في الجمعية الوطنية الفرنسية, ما يسمح بتحقيق برنامجي على أرض الواقع فلا يكون عبارة عن كلام من دون تنفيذ", لافتةً إلى أن "الأهم أن هذا البرنامج متحرر من أي أفكار أو توجهات حزبية كوني مرشحة مستقلة, إذ أرى أن هدف الانتخابات هذه خلق تقارب مع المواطنين, بالتالي لا علاقة لذلك بأي جهة أو حزب سياسي كون أي مواطن خارج فرنسا يعاني من مشاكل مرتبطة مباشرةً ببلد إقامته".
وتعدد معراوي أبرز عناوين برنامجها, على الشكل الآتي:
"أوّلاً, فتح الحسابات المصرفية في فرنسا. هذه النقطة تخصّ لبنان أكثر من الدول الأخرى, لأن الفرنسيين خارج بلدهم يواجهون صعوبات كثيرة لفتح حسابات في فرنسا, وبعد إجراءات معقدة وطويلة تبقى هذه الحسابات خامدة لا تقدم أي خدمات عبرها. لذا, سأسعى للتوصل إلى إجراءات تسهّل فتحها كون الحاجة إليها ماسة, خصوصاً في الدائرة التي ترشحت عنها. والأفضلية التي أتمتع بها على مرشحين آخرين قد تكون اختصاصي وخبرتي طوال 10 سنوات في مجال صياغة القوانين عبر البحث عن الثغرات فيها.
ثانياً, الـ caisse des Français de l’étranger (CFE) وهو صندوق ضمان للفرنسيين في الخارج. هذه أيضاً باتت من الحاجات الماسة, فمثلاً في لبنان تدهور القطاع الصحي جعل عددا كبيرا من المغتربين يشتركون في خدمات هذا الصندوق في حين أن أسعاره مرتفعة وتسدد باليورو, لأن طرق الدفع موحدة حول دول العالم. بالتالي, أريد تسهيل طرق الدفع بما يتناسب مع مدخول الفرد وظروف بلد الإقامة.
ثالثاً, التعليم. تقريباً كلّ المدارس الفرنكوفونية في لبنان تريد أن تسدد رواتب الأساتذة بالدولار والليرة ومن المتوقع أن العديد من العائلات لن يعود بمقدورها تعليم أولادها في المدارس الفرنكوفونية المهمة انطلاقاً من السنة المقبلة. وهذه الخسارة مزدوجة للطالب وللفرنكوفونية. صحيح أن عددا من الطلاب تلقى منحا مدرسية كذلك للمؤسسات, إلا أنها مساعدات غير منظمة. لذا, سأعمل على دعم الطلاب عبر مساعدات غير المنح إلى جانب ضخّ أموال في المؤسسات كي تتمكن من مواصلة تأمين الرواتب واستقبال الطلاب وحفاظاً على الفرنكوفونية".
رابعاً, تمثيل الفرنسيين خارج بلدهم ايضاً من الملفات التي أبغي العمل عليها. تلمّست من المغتربين أنهم يتشاركون الشعور بأن المسافة بينهم وبين بلدهم لم تعد فقط جغرافية بل أيضاً أخلاقية وكأنهم لا يتم أخذهم بالاعتبار. فاكثر من مكون يمثل هؤلاء إلا أن التنسيق والتشارك بينهم غير موجود. وربما يكون النواب الآخرون بعيدين جسدياً عن المغتربين لا يعيشون مشاكلهم نفسها وهذا هدفي كوني أتشارك المشاكل نفسها معهم. وهنا الطريق المؤدي إلى الحلّ سيكون عبر خلق شبكة تواصل مستمر يسمح بالبقاء على تواصل دائم مع الفرنسيين في بلدان الخارج ويحافظ على صلة معهم, فيكون هناك جسر بين المواطنين والنائب كي ينقل صوتهم إلى الجمعية الوطنية".
وتختم معراوي "البرنامج هذا مرن بالنسبة إلى الحاجات الحقيقية للدائرة وطبعاً سيتطوّر تبعاً للظروف, وهدفي الأول أن يكون الأذن الصاغية للمقترعين وأن يخلق تقاربا معهم وأن يتكيّف مع حاجاتهم باستمرار".