في إطار الخطة التوسعية لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية التي يديرها ويرأس مجلس ادارتها الدكتور ميشال أفرام, أنشئت قي العام 2014 محطة حاصبيا, ليسطع نجمها لاحقا وتصبح مقصدا لمزارعي تلك المنطقة النابضة بأشجار الزيتون المباركة. تضم المحطة حاليا ثلاث مختبرات علمية مجهزة بمعدات حديثة ذات تقنية عالية, تعنى بالتحاليل الروتينية للمياه والتربة الزراعية وزيت الزيتون, وطاقم عمل من أصحاب الاختصاص, كالفنيين المخبريين والزراعيين, والمساعدين باختلاف مهامهم.
منذ تأسيسها, بدأت المحطة باستقبال عينات المواطنين والمؤسسات التربوية والاستشفائية وعينات من البلديات واتحاداتها وغيرهم من الجمعيات والجهات المانحة العاملة لمساعدة المجتمع والقطاع الزراعي تحديدا. وخلال فترة زمنية قصيرة تمكنت المحطة من تعزيز موقعها العلمي, وبدأت بتنفيذ النشاطات والمشاريع العلمية والبحثية بالتعاون مع مختبرات المصلحة وكوادرها الكفوؤة, اضافة الى تعاونها مع الجامعات ومراكز الأبحاث المحلية والاقليمية والعالمية. ومن الجدير ذكره أن المحطة تعمل على نقل نتائج دراساتها للمزارعين من خلال تنظيم الندوات الارشادية بشكل دوري, فضلا عن الاستعانة بتطبيق المصلحة على الهواتف الذكية ( lari leb ) لتقديم خدمات الارشاد الزراعي والانذار المبكر للآفات والحشرات الزراعية, ونشرة الأحوال الجوية وكل ما يتعلق بعمل المصلحة. وبكل فخر باتت محطة حاصبيا مرجعا علميا مفتخرا, يستقبل المتدربين من طلاب الجامعات ويساهم في صناعة اطروحات التخرج. ويشارك فريق العمل بالمؤتمرات العالمية والدورات التدريبية وورشات العمل المكثفة بهدف تطوير قدراته ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي في القطاع الزراعي.
وفي ما يلي نبذة موجزة عن أهم الدراسات والمشاريع المنفذة في محطة حاصبيا:
- دراسة نوعية المياه السطحية والجوفية, والتي تتم بشكل دوري وتهدف الى تسليط الضوء على تفاقم مشكلة التلوت وحث المعنيين لايجاد الحلول, وذلك ضمن الحملة التي تشنها المصلحة منذ سنوات بتوجيه من مديرها العام.
- دراسة وحفظ المصادر الوراثية لعدد من المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة كالتوت والحمضيات والزعتر البري والزيتون وغيرها, بالتعاون مع مختبر البيوتكنولوجيا النباتية.
هذا وتولي المحطة اهتماما خاصا بدراسة وتطوير قطاع الزيتون الذي يشكل مصدر الدخل الأساسي لسكان المنطقة. وفي هذا السياق, نذكر على سبيل المثال لا الحصر عدد من مشاريع العمل المشتركة:
- مسح أشجار الزيتون المعمّرة المنتشرة في لبنان وتحديد معطياتها الجغرافية ومواصفات الزيت المستخرج منها, بالاضافة الى تقييمها من حيث السمات المورفولوجية, الفينولوجية, الزراعية, والوراثية, بهدف حمايتها واستخدامها بشكل مستدام, ومواجهة الآثار المستقبلية للتغير المناخي الحاصل على هذه الشجرة. وقد نفذ العمل بالتعاون مع مختبر الزيتون وزيت الزيتون في محطة تل عمارة وكلية الزراعة في الجامعة اللبنانية و UMR-AGAP, Montpellier, France من خلال مشروع الاتحاد الاوروبي "Bioresources for Oliveculture – BeFOre".
- دراسة تأثير طرق عصر الزيتون على كمية وجودة الزيت في شمال لبنان وجنوبه وعلى البيئة / بالتعاون مع مختبر الزيتون وزيت الزيتون (USAID من خلال LIVCD project)
- التوعية حول مرض التدهور السريع لأشجار الزيتون "Xylella fastidiosa" بالتعاون مع مختبر وقاية النبات ضمن مشروع TCP/RAB/3601
- مشاركة فعالة ضمن مشروع مسح وإستئصال ذباب الفاكهة في لبنان (TCP/LEB/3502) / مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية, وزارة الزراعة وبإشراف وتمويل منظمة الغذاء العالمي FAO.
- المختبرات الحية عبر الحدود للزراعة الحرجية/ مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية من لبنان, ومراكز أبحاث من كل من إيطاليا, فرنسا, اليونان, إسبانيا والأردن." Cross Border Living Laboratories for Agroforestry (LIVINGAGRO)".
- مزارعي الزيتون والتعاونيات الزراعية في حاصبيا نحو منتج يحمل علامة جودة المنشأDOT-Olive / بالتعاون بين مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية - محطة حاصبيا, Centro Laici Italiani per le Missioni – CELIM, مؤسسة الخليل الاجتماعية, مهندسين بلا حدود و Chico Mendes onlus-scsrl, والذي يهدف الى تحقيق كفاءة في إنتاج زيت الزيتون لـ 587 مزارع نسبة الى النوعية جيدة/الكلفة المنخفضة, وتحقيق الدخول المنتظم إلى السوق الداخلية وإلى الأسواق الخارجية والحد من الآثار البيئية لإنتاج زيت الزيتون.