من تحت أطلال حلب المنكوبة تخرج الكاتبة بأمل يترعرع على أطلال المدينة التي لم ينج منها سوى الذكريات. بأسلوب سردي ممتع تروي بطلة العمل (ورد) احداث مأساوية لثلاث فتيات فقدت كل منهن عائلتها وتشاء الاقدار ان تجمعهن في واحدة من الخيام الرثة داخل مخيم للاجئين على الحدود السورية -التركية. رحلة طويلة مليئة بالمغامرات تخضنها الفتيات الثلاث بعد قرارهن بالفرار من المخيم لتختار كل منهن طريقها إلى الحرية.
حققت الكاتبة عرفات في هذا العمل نوعا من التوازن الأدبي بين الأسلوبين الخيالي والواقعي, انه الواقع المبكي الذي تسخر منه البطلة رفقة أشباحها التي تزورها سرًا فتراها رغم كل فجائعها ترقص وتركض وتحب وتكتب.
ولم يخل العمل من الجانب العاطفي, فبين خيبة وأخرى يبقى تفاؤل ورد بلقاء حبيبها الذي اختفى منذ اندلاع الثورة الأمل الذي يجعلها تصمد في وجه كل التحديات التي كادت تكسرها.
هذا العمل اكثر من مجرد سرد لتداعيات الحرب التي قتلت وطناً وشتت شعبًا وجعلته يجرب كل أنواع المآسي من لجوء وتشرد وفقر واستغلال جنسي وخذلان, انها رواية تحاول أرشفة الوجع الذي علّنا نتعلم منه يوماً.
توقع الكاتبة الرواية في معرض بغداد الدولي للكتاب.