أسبوع مرّ على أحداث الطيونة–عين الرمانة, من دون أن يتوصل أحد من الوزراء والقضاة الى نص قانوني يسمح لهم بتطيير المحقق العدلي في جريمة إنفجار المرفأ القاضي طارق البيطار من موقعه, علماً أنه عاد الى مكتبه وإستعاد نشاطه بعدما ردت محكمة التمييز المدنية برئاسة القاضي ناجي عيد دعوى ردّه التي قدمها الوزيران السابقان غازي زعيتر وعلي حسن خليل.
أسبوع مرّ, بحث خلاله زعيتر وحسن خليل بإحتمال اللجوء الى دعوى مخاصمة الدولة اللبنانية عن "أفعال إرتكبها البيطار" بعد فشل محاولاتهما المتكررة لردّه أمام محاكم الإستئناف والتمييز, قبل أن يكتشفا أن تقديم دعوى كهذه غير ممكن في ظل عدم تشكيل الهيئة العامة لمحكمة التمييز بسبب عدم إنجاز التشكيلات القضائية في مجلس الوزراء, وهي الهيئة الوحيدة المخولة البت قانوناً بدعاوى مخاصمة الدولة.
أسبوع مرّ, ولا يزال مجلس القضاء الأعلى يبحث عن صيغة قانونية يستدعي فيها القاضي البيطار الى إجتماع لإستجوابه عما أثير ضده سياسياً من إعتراضات على خلفية مخالفات قضائية يعتبر الوزراء المدّعى عليهم أنه إرتكبها خلال تحقيقاته, كل ذلك من دون نتيجة حتى اليوم, ومن دون العثور على نص يسمح بإستدعائه أو بتطييره من دون أن يكون المجلس قد تدخل بعمله, علماً أن معلومات "النشرة" تفيد بأن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود غير متحمّس لخطوة إستدعاء البيطار وهو إن فعلها في نهاية المطاف فلن يكون ذلك إلا بسبب الضغوط التي تمارس عليه منذ أحداث الطيونة التي بدأت قبل أربع وعشرين ساعة من فتنة الشارع على طاولة مجلس الوزراء عندما هدّد الوزير محمد مرتضى بإسم "حزب الله" و"حركة أمل" بالويل والثبور وعظائم الأمور.
أسبوع مرّ ولم يعثر المنزعجون من آداء القاضي الجريء على نصٍّ يسمح لهم بإحالته على هيئة التفتيش القضائي إلا إذا قرروا أن يفبركوا له ملفاً.
ومن قال لكم أصلاً إن القاضي البيطار سيلبّي إستدعاءكم في حال تجرأتم على خطوة إستدعائه غير القانونية؟ وهل أخذتم بعين الإعتبار حجم الأزمة التي يمكن أن يواجهها مجلس القضاء الأعلى خصوصاً والجسم القضائي بشكل عام فيما لو إستدعى المجلس في إجتماعه المقرر اليوم المحقق العدلي وقرر الأخير عدم المثول؟.
الى من ستلجأون في حينها بعد فشل اللجوء الى محاكم الإستئناف والتمييز وبعدما قرر مجلس الوزراء عدم التدخل بالقضاء إنطلاقاً من مبدأ فصل السلطات الذي ينص عليه الدستور؟.
الى من ستلجأون, بعد إنقسام مجلس القضاء الأعلى بين قضاة يريدون الإستدعاء وقضاة زملاء لهم على الطاولة يرفضون إنطلاقاً من قناعتهم بعدم التدخل بعمله؟ الى من أو الى ماذا ستلجأون بعدما فشل مخطط إسقاط البيطار في الشارع؟.
من يعرف المؤمن طارق البيطار جيداً, يعرف تماماً أنه قد يفعلها وقد لا يمثل, ويعرف أنه لا يخاف إلا ربّه, يكرر في مجالسه الخاصة مقولة "من زرع الروح هو الوحيد القادر على أخذها",
لذلك من يعرفه جيداً, يعرف أنه لن يرضخ مهما بلغ حجم ضغوطكم وإستدعاءاتكم والأكيد أنكم من بين الذين لا يعرفونه ابداً.
خاص النشرة- مارون ناصيف