نتفهم ان يكون رئيس لائحة الاحزاب في زحلة المهندس اسعد زغيب قد أصبح منهكاً فاقداً للوعي الإنتخابي لأنه في موقع المأمور وغير الآمر صاحب القرار, ونقدّر له انه يعاني حالياً حروباً صامتة داخل اللائحة التي يرأسها وانه يتهَيب نتائج هذه الحرب داخل صناديق الاقتراع يوم الاحد, لكننا في الكتلة الشعبية لا نتفهم على الاطلاق استخدام سمعة وصيت شخصيات لائحتنا كمادة لتسعير حربه.
إن أي معركة إنتخابية تعطيه الحق في التعبير الديمقراطي لكن لا تمنحه حرية التعدي على الخصوم والطعن بسلوكهم عبر اتهامهم بأن نصفهم من الفاشلين. والمستغرب في هذا الاتهام ان المهندس زغيب كان ولتاريخه عضواً بلدياً زميلاً للفاشلين فلماذا لم يضع حداً لهذا الفشل؟ لماذا لم يقدم اخباراً عن شواذات ضبطها بالعين المجردة؟ والاهم لماذا إنكفأ ولم يمد يد العون للراحل ايلي سكاف في حربه ضد الفساد والفاسدين والفاشلين والساعين الى تلويث المدينة؟ فإذا كان السيد زغيب قد تهاون وغض النظر عن الفساد سيكون شريكاً للفاشلين والفاسدين ما يستدعي مساءلته وإذا كان قد تغاضى عن كل هذه الامور لقاء تنفيعات وتمريرات لمصالحه الخاصة فالمصيبة أعظم, وفي كلا الحالتين يكون زغيب قد وضع نفسه في دائرة الشبهة.
وللتهدئة من روعه نطمئن السيد زغيب بأن الفاشلين السابقين قد اصبحوا في اللائحة المنافسة لا بل ويرأسونها.
أما عن الرحمة التي أغدقها زغيب على الراحل إيلي سكاف فإن أقل ما يقال فيها انها غير رحيمة على الاطلاق لما تتضمنه من سخرية وعدم إحترام لأرواح الراحلين. وحيال ذلك تؤكد الكتلة الشعبية ان التدافع الانتخابي لا يكون عبر نبش القبور وتذكار موتى وضرب تاريخهم وإرثهم الشعبي. ويؤسفنا ان تصبح قلة الوفاء للسيد زغيب نهجاً مارسه في السابق مع صديقه الراحل ويمارسه اليوم مع الكتلة الشعبية وعائلة سكاف شحصياً عبر قوله " إذا كان المرء يذهب الى طبيب معين وتوفي فهل يذهب عندها الى زوجته "؟
ويهمنا هنا أن نلفت عناية زغيب ان محاولته للظهور بمظهر خفيف الظل لا يمكن ان تراكم له الاصوات, وبالحد الاقصى سوف يتم تصنيفه على انه مهرج خفيف الإعتبار والتعبير ويُنصح به لذوي العقول المحدودة ودون سن الرشد, لكن اهم ما يمكن أبلاغه لزغيب ان صديقه إيلي سكاف لم يكن شخصاً إنما كتلة, لم يكن مرشحاً فردياً بل كان مجموعة مرشحين, لم يمثل نفسه بل مثّل ناسه, وبهذا المعني فهو ليس طبيباً بل مستشفى. وكتلته ورئيستها السيدة ميريام سكاف والمحبين من أهل زحلة يسيرون اليوم على هذا النهج حيث لا يمثلون أنفسهم بل هم إنعكاس لشارعهم. لا يؤمنون بالشخصنة والانانيات ومن كان على هذه المزايا فقد لا يكفيه أن يزور "حكيم" بل أن وضعه سوف يحتاج الى حجر سياسي ومستشفى أمراض عقلية لديها فروع خاصة لمعالجة اولئك الذين يعانون من التهابات حادة في قلة الوفاء تحولت الى أمراض سوف يصعب الشفاء منها