خاص الرأي - سامر الحسيني
ضجت منطقة البقاع الاوسط بما تم تداوله في الساعات الاخيرة عن فيديو لاحدى القضاة وهي تترجل من سيارتها للوصول الى مكتبها واستغراق الوقت ما لايزيد عن اربعة دقائق فقط لاغير, وعن ذل الزحليين امام قصر العدل لانهم انتظروا وصول احد عناصر قوى الامن الداخلي ليقوم بركن سيارة القاضية المقصودة في الفيديو وهي قاضية تشهد لها قصور العدل والمحاكم بمناقبيتها واخلاقها بعد ان فتشت طويلا عن مكان لتركن سيارتها ولم تجده ضمن مواقف القضاة في قصر العدل التي باتت تستعمل من قبل بعض موظفي قصر العدل والعناصر الامنية لاسيما بعد اقفال موقف المحامين في قطعة الارض التي كانت تجاور قصر العدل .
فجأة اختفت من اجندة البقاعيين كل المشاكل واصبحت حياتهم هانئة ولايعكرها سوى عجقة السير امام قصر عدل زحلة واختفت كل نكباتهم والآلامهم ولم يعد ينقصهم سوى امن يغيثهم من المرور امام قصر العدل في زحلة .
اربعة دقائق كانت كفيلة باحداث ضجة غير واقعية وفيديو ينتشر كالنار في الهشيم وكأن واقع البقاعيين في سلام وطمانينة ولايقض مضاجعهم سوى هذا الفيدو وما فعلته القاضية المعنية .
تناسى البقاعييون طوابير محطات الوقود التي تمتد لمئات الامتار والتعبئة بعشرة الاف ليرة ولم يشعروا بالذل والمهانة الا في الدقائق الاربعة دون سواها .
الم يكن هناك من ذل طال البقاعيين وهم يعتقلون اقله 16 ساعة في طابور المعاينة الميكانيكية في المعلقة والذي يمتد لاكثر من كيلومترات ومنهم يمضي ليلته داخل سيارته ولم يعد امامهم سوى الاربعة دقائق امام قصر العدل في زحلة .
الم يكن هناك من ذل داخل المؤسسات الاستهلاكية وجولات العراك بالايدي على غالون الزيت او كيلو السكر المدعوم ولكن انتظار اربعة دقائق كانت قاسية ومذلة اكثر .
كان الافضل الصراخ لاجل فك اسر موقف المحامين المحتجز عليه وتامين المواقف للقضاة والمحامين وليس هذا الفيديو .
نحن الللبنانيون نزلنا الى الشارع من اجل رفض 6 دولارات على ضريبة الواتس اب ونحن اللبنانيون نستبدل السكر والارز بالمعسل والفحم ونحن اللبنانيون نبرع في الثورة على الشوسيال ميديا ونعود لوكارنا الحزبية والسياسية ونستسمحهم على ما ارتكبناه من اعتراض ونحن اللبنانيون يطرد ابنائنا الطلاب من الخارج ونسكت ولكن ننتفض لاجل اربعة دقائق امام قصر عدل زحلة