إستغرب مصدر قضائي الإستنسابيّة والإنتقائيّة في عمل القضاء وتحرّكه في ملفّات محدّدة من دون أخرى.
ففي وقتٍ تعلو الأصوات مطالبة القضاء القيام بدوره, ومنها تصاريح ودعوات رئيس الجمهوريّة وفريقه السياسي بشكلٍ شبه يوميّ, هُم الذين يقومون برحلة تفتيش عن قاضٍ شجاع كأنطونيو دي بيترو حسبما يصرّحون, يجعلوننا نتذكّر ما لم ننسه عن التشكيلات القضائيّة المحفوظة في الجوارير.
وفي حين يتمترس الجميع خلف شعار مكافحة الفساد بدءاً من القضاء, نرى التصويب عليه والإشادة به يأتيان بحسب الملفّات التي تفيد طرفاً على حساب طرف آخر, وبما يتناسب مع جهةٍ من دون أخرى. فتراه يتابع الملفّات باستنسابيّة وليس بسواسية. وآخر مثال على ذلك عدم تحرّكه بعد المؤتمر الصحفي لرئيس دائرة المناقصات جان العليّة واستدعائه لتبيان صحّة ما صرّح به عن وزارة الطاقة, ومعاقبة من أفسَد أو من كذب.
فهل أصبح المنطق السائد أن القضاء فاسدٌ حين يقترب منا وعادلٌ حين يبتعد عنا؟
حرّروا التشكيلات القضائيّة ليتحرّر القضاء ويتحرّر الوطن.