لا تقل منازلة الحراك البلدي في بر الياس حدة عن جارتها عروس البقاع. حدية تكتسي لباساً عائلياً وسياسياً وحزبياً اعتادته على مدى الاستحقاقات السياسية والانتخابية. وتعد بر الياس من أكبر التجمعات السنية في البقاع الاوسط, وتكمن أهميتها في تنوعها الحزبي, وإن كان تيار المستقبل يتصدر الوجه الحزبي فيها.
انطلق الحراك البلدي في برالياس بمسعى للتوافق بادر اليه أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري الذي حاول العمل لتشكيل لائحة موحّدة تلحظ مناصفة في موقع رئاسة البلدية بين عائلتي الميس وعراجي, من أكبر عائلات بر الياس.
ارتضت عائلة الميس, وهي العائلة الأقرب الى تيار المستقبل, ما سعى إليه الحريري, وسمّت الدكتور عثمان الميس رئيساً لنصف ولاية. ويشغل عثمان الميس مهام مساعد منسق البقاع في تيار المستقبل للفعاليات التمثيلية. في المقابل, رفض مواس عراجي, الذي يُعَدّ المرشح الأقوى داخل عائلة عراجي, المناصفة في موقع رئاسة البلدية.
وبعد أخذ ورد, طويت مسألة التوافق ومساعيه. وانطلق الميس الى صياغة "توافقية" تحت عنوان جمع عائلات برالياس ضمن خطة للتوافق العائلي في البلدة. وعليه, اتفق الميس مع الدكتور ابراهيم الساروط على المناصفة في موقع رئاسة البلدية, (الاثنان يُعَدّان من كوادر تيار المستقبل في البقاع). وتطور الائتلاف إلى انضمام عائلة ميتا الى اللائحة عبر المحامي حمزة ميتا كمرشح رئاسي أيضاً, وتم التراضي بين العائلات الثلاث على تقاسم ولاية رئاسة المجلس البلدي بين الثلاثة بمعدل سنتين لكل عائلة.
لم تقتصر المثالثة في لائحة تجمع عائلات برالياس على موقع رئاسة البلدية, بل انسحبت أيضاً على موقع نائب الرئيس الذي سيشغله ثلاثة مرشحين هم أيمن هبش, ممثل الجماعة الإسلامية في برالياس التي تمون على نحو 500 صوت, وجميل السيد وفادي الحايك بمعدل سنتين لكل من الثلاثة.
في حين لا يزال رئيس البلدية الحالي سعد ميتا يعمل على تشكيل نواة لائحة.
من جهته أعدّ المرشح على رئاسة البلدية في اللائحة المنافسة مواس عراجي لخوض المنازلة بلائحة مكتملة برئاسته من دون مناصفة في اي من موقعي رئاسة البلدية او نائب الرئيس. ويؤكد عراجي ارتياحه لمسار المواجهة التي يرفض توصيفها في إطار صراع بين قوى 8 آذار وتيار المستقبل, ليضع التنافس في إطار العائلات, ويصفه بـ "سباق بين الأهل والأصدقاء". وينفي في الوقت نفسه أن يكون أحداً قد بحث معه موضوع التوافق او المناصفة في بر الياس.