اخاطبكم انطلاقاً من تاريخ زحلي مشرف, متجذر في التاريخ, ومن صلب كتلتنا الشعبية التي قارب عمرها التسعين ونيفاً من الاعوام, والممتلىء تاريخها بالنضال والتضحيات التي جندت في خدمة القضايا والشؤون الزحلية والبقاعية واللبنانية.
هذه الكتلة المنبثقة اساساً من خصوصية زحلية, تهدأ وقت السلم وتشتد وقت الاستحقاقات والشدة, وتقوم على مجموعة قيم ومبادىء وثوابت كرست بدستور عرفي ورثه الزحليون عن ابائهم واجدادهم, نذكر ابرز ثوابته:
1. يعتبر الزحليون انفسهم جزءاً لا يتجزأ من الجبل ويرتبطون باهله ارتباطاً عضوياً راسخاً ويتوحدون معهم في الشؤون الوطنية وفي المصير والمسار.
2. زحلة عاصمة البقاع, تتكامل معه وتتفاعل مع كل اهله على مختلف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية,وترتبط معهم بعلاقات عميقة الجذور بعيدة الافاق قائمة على العيش المشترك الذي امنت به وطبقته منذ نشأتها.
3. يشدد الزحليون الذين جبلوا بالعزة والكرامة وتربوا على الحرية والسيادة والاستقلال على انبثاق قرارهم من الشورى في ما بينهم والامتناع عن الالتزام بقرارت تأتيهم من الخارج لم يشاركوافي صياغتها, سواء اتت من شرق مدينتهم ام من غربها, من جنوبها ام من شمالها.
اضافة الى هذه المنطلقات والحقائق الزحلية, يعيش مجتمعنا الزحلي حالة خطيرة ومصيرية تماماً كما تعيشه سائر مكونات المجتمع اللبناني, بسبب الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية التي تجتاح المنطقة لاسيما سوريا والعراق, وقد بلغت حداً من العنف لم يسبق له مثيل, مهددة كياننا وشعبنا بوجوده وبدوره.
بناء على ما تقدم من الثوابت والحقائق والمعطيات, كنا نتمنى ان يحصل الوفاق في الاستحقاق الانتخابي البلدي بين الزحليين كوننا نؤمن بانه اقرب طريق للوحدة التي نحن بأمس الحاجة اليه. ولما لم يحصل هذا الوفاق,اقدمت مع مجموعة من شباب زحلة والكتلة الشعبية بتحضير مبادرة ترمي الى ترشحي لرئاسة بلدية زحلة –معلقة - تعنايل , في مسعى الى كسر حائط الفصل الذي ارتفع في الاونة الاخيرة, وفتح باب الوصل لاعادة احياء الوفاق وذلك عن طريق تثبيت البلدية ورئاستها كمؤسسةتمثلنا كلنا وتعمل للجميع من دون اي استثناء. وكنا نأمل نظراً للظروف الاستثنائية ان تكون الانتخابات فرصة للتلاقي بين مختلف الاحزاب والفاعليات في زحلة,لمواجهة التحديات والاخطار المحدقة بنا, والعمل على انماء زحلة وتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
تقدمنا بهذه المبادرة من رئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام السكاف كي يصار الى اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ويهمنا ان نؤكد بانه اياً تكن نتائج المبادرة فاننا باقون بنضالنا في الكتلة الشعبية ومستمرون بالنهج السياسي الوطني الذي أسسه الياس طعمه السكاف واستمر عليه الزعيم الراحل الياس جوزف السكاف الباقي في الضمير والوجدان الزحلي.
وفي حال لم يحصل الوفاق, ادعوكم ايها الزحليون الى الذهاب الى العملية الانتخابية بروح المسؤولية وبممارسة حضارية مميزة تعبر تعبيراً صادقاً عن الصورة الحقيقية لمجتمعنا الزحلي.