ينعكس توارد الاخبار عن حدة التنافس العائلي البلدي الدائر في بعض قرى البقاعين الأوسط والغربي, وتحديداً قرى الاغتراب, بإشاعة أجواء من السرور والطمأنينة عند أصحاب المؤسسات السياحية والتسويقية والتجارية الذين يستبشرون خيراً بتصاعد حدة الحراك البلدي في هذه القرى التي تنشغل في هذه الأيام باستقطاب مغتربين باكراً إلى قراهم, للمشاركة في العملية الانتخابية, ما يخلق حركة سياحية مبكرة هذا العام.
حدة الصراع البلدي في بعض قرى الاغتراب, دفعت المرشحين إلى اطلاق عجلة العمل لاستقدام عدد كبير من المغتربين ومنهم من تكفل باقاماتهم وكل مصاريفهم المالية مع تسجيل حجوزات مبكرة في فنادق بقاعية, ومن اللافت للانتباه ان هذه الوعود ادرجت أخيراً, على برامج ومشاريع المسترئسين على المجالس البلدية, الذين يتسابقون الى استقطاب المغتربين من دول الاغتراب إلى قراهم والاستفادة من أصواتهم الانتخابية .
ينظر أصحاب المؤسسات السياحية والاقتصادية في البقاع بكثير من الايجابية الى الحماوة الانتخابية في البقاعين الأوسط والغربي, الأمر الذي سيعود بالفائدة المالية على مؤسساتهم التي تعاني الركود والتراجع في ارقام اشغالها التي ارتفعت أخيراً, من جراء ارتفاع حجم الاستهلاك المحلي الذي يترجم بإقدام عشرات المرشحين على فتح ما يطلق عليه في البقاع "منزولهم الانتخابي" الذي يتخلله سهرات واغداق في انواع الضيافات التي تبدأ بالقهوة المرة والشاي الى المشروبات والعصائر, وصولاً إلى حفلات عشاء, وهذا ما يؤكده العشرات من أصحاب المطاعم الذين مددوا ساعات عملهم في ساعات الليل.
الصراعات العائلية التي تزداد حدتها يوماً بعد يوم مع اشتداد الحماوة الانتخابية, ستجبر المئات من البقاعيين على كسر حظر السفر الى لبنان الذي فرضوه على أنفسهم في السنوات الماضية, وسيأتون إلى قراهم وبلداتهم والمشاركة في العملية الانتخابية, حسبما يشير احد المرشحين الى رئاسة إحدى بلديات البقاع الغربي الذي يؤكد لـ "السفير" ان برنامجه الانتخابي يلحظ استقدام 150 ناخباً من الخارج وجلهم من أفراد عائلته بدأوها بحزم حقائبهم وسيصلون تباعاً إلى منطقتهم للمشاركة في الحراك البلدي.
ما يؤكده المرشح في تلك البلدة التي لا يزيد عدد ناخبيها عن 500 ناخب مقيم ومغترب, يسري على ما يقارب عشر قرى بقاعية بدءاً من الخيارة إلى لالا وكامد اللوز وجب جنين والقرعون ومدوخا وغزة وهي قرى الاغتراب في البقاع الغربي, ويقابلها قرى عين كفرزبد ومغتربو مدينة زحلة وقب الياس وان كانت بحدة اقل من مناطق البقاع الغربي.
قد يكون الحراك البلدي عنواناً زاهراً لموسم سياحي أبكر بالوصول وطرق أبواب المؤسسات السياحية التي لطالما انتظرت طويلا مغتربين وروادا جددا شكلوا في ما مضى من سنوات مرت حركة سياحية تفتقدها الآن هذه المؤسسات التي دفعت الثمن الأكبر من التردي السياسي والأمني الذي يعيشه لبنان.