عقد في "القصر البلدي" في زحلة صباح اليوم إجتماع تنسيقي بين الجمعيات والهيئات الإنسانية المحلية, وممثلين عن المنظمات والهيئات الدولية المانحة, بحث في آلية تدخلات جديدة, تؤمن المساعدات لأكبر قدر من الأفراد والعائلات المحتاجة, في ظل الظروف الإستثنائية التي يمر بها لبنان, والتي آظهرت تراجعا كبيرا في المستويات المعيشية للبنانيين عموما, دفعت بعضهم الى حد الإنتحار.
الإجتماع جاء بطلب من مفوضية اللاجئين UNHCR بالإتفاق مع منظمة الأغذية الدولية, UNICEF ووكالة الأمم المتحدة للتنمية, وبتشجيع من بلدية زحلة- معلقة وتعنايل التي دعت الى اللقاء بالتعاون مع منظمة كاريتاس. حيث كان توافق مع جميع هذه الجهات, على ضرورة التحرك بشكل أكثر فعالية في ظل الوضع الإقتصادي والمعيشي المتدهور للبنانيين, كما شرحت عضو مجلس بلدية زحلة مهى قاصوف التي عملت على التنسيق بين الجمعيات الآهلية وبين هذه المنظمات.
هدف اللقاء التنسيقي الأول إذا الى جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات حول الأشخاص الاكثر عرضة للفقر والحاجة, عبر إستمارات وزعت على ممثلي الهيئات المحلية لتحديد الحاجات أولا, على أن يتم التوسع بالمعلومات في مرحلة لاحقة لتحديد أسمائهم وحاجاتهم, لتحفظ قاعدة الأسماء بسرية تامة تحمي الكرامات, وإنما تؤمن عدم وصول المساعدات نفسها لنفس الأشخاص بمقابل حرمان عائلات وأفراد آخرين ربما تكون لديهم الحاجات نفسها.
في بداية اللقاء تحدث رئيس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل أسعد زغيب, مرحبا بالإجتماع التنسيقي الأول الذي يهتم بمساعدة اللبنانيين بصرف النظر عن إستضافتهم للنازحين السوريين. قائلا "نحن بحاجة لأن يفكروا فينا, لأن وضعنا لم يعد سليما, ونعاني كلبنانيين من نسبة فقر مرتفعة, وباتت لنا حاجات مختلفة.
وأوضح أننا كبلدية لدينا اسماء بعدة عائلات, ولكن رأينا كبلدية وكجمعيات أن يكون هناك تعاونا وتنسيقا مع الجمعيات والهيئات التي تعنى بالمساعدة, حتى نصل الى اكبر قدر ممكن من اللبنانيين, الذين هم بحاجة فعلا سواء للطعام او المحروقات او الثياب بهذه الايام الصعبة التي نمر بها.
وأوضح زغيب أن نسخة عن هذه المعلومات ستوضع لدى المنظمات ونسخة بالبلدية التي اتخذت قرارا أيضا تحاول أن تصدقه, لتأمين حصصا غذائية بمناسبة الاعياد لعائلات هي بأشد الحاجة, ستطال زحليين مقيمين في كل نظاق المدينة من التويتة الى تعنايل, والكرك وأحياء مدينة زحلة الباقية. وقال " طلبنا من المخاتير أن يزودونا بأسماء عائلات يجب أن تستفيد من هذه المساعدة. إنما الكميات التي يمكن أن توفرها البلدية محدودة, ونتمنى التعاون لنصل الى أكبر عدد من الزحليين, ويدا بيد في فترة الأعياد يمكن أن ندخل ولو قليلا من الفرحة الى القلوب. "
وأعتبر زغيب أننا وصلنا الى الحضيض, ولكن لا بأس كل بلد يمر بأزمة وعلينا أن نخطط لنخرج من الأزمة, وخلالها يجب أن نحافظ ولو على شعرة من الفرح بقلب كل إنسان, وأن نحترم بعضنا لأن الاحترام وحده يؤسس للبلد تأسيسيا سليما لنصل الى بر الأمان.
الإجتماع إذا هو الأول الذي عقد بهذا الإطار وسيتبعه لاحقا إجتماعات أخرى, تؤمن التدخل بأسرع وقت في الأمكنة المناسبة, للتخفيف من معاناة الزحليين الذين يحتاجون فعلا للمساعدة. علما أن مثل هذه التدخلات تعتبر جديدة على المنظمات, خصوصا أن الازمة التي نمر بها كما اثير في الإجتماع لا تشبه لا الحروب لا الحصار لا الاجتياحات, وهناك حاجة للتأقلم معها, حتى تكون مداخلات المنظمات فعالة فعلا.
ولأن التدخل لا يمكن أن يتم إلا بناء لقاعدة معلومات تظهر الحاجات, أعطي الكلام أولا لممثلي الجمعيات الإنسانية المحلية التي هي على إحتكاك مباشر بالحاجات, والتي تحدثت إنطلاقا من تجربتها عن إرتفاع كبير في نسبة الفقر, ,ونسبة العاطلين عن العمل, بمقابل تزايد الطلب على بعض المواد الأساسية وأبرزها المازوت, بظل تراجع إمكانيات الجمعيات على تغطية هذه الحاجة, ولا سيما تلك التي كانت تعتمد في تغطية كلفتها من خلال بيع أوراق التومبولا خلال فترة الأعياد.
عرض بعدها ممثلو المنظمات والهيئات الدولية الخدمات التي يمكن أن يوفروها, وإمكانية التنسيق مع الهيئات المحلية للإستفادة منها بشكل أفعل, ليختتم اللقاء بدعوة من قبل المنظمات الداعمة لهذا اللقاء, لعقد لقاءات متتالية تصل الى تحديد الحاجات بشكل سريع, لنقل الإحتياجات الى المنظمات والهيئات المانحة, التي جرى التأكيد على إستعدادها لتأمين الدعم اللازم لللبنانيين متى تم تحديد الحاجات بشكل علمي دقيق.