أكّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان "هناك مطالب إجماعية سمعناها من كل الساحات وفي مقدّمها موضوع مكافحة الفساد ومحاكمة ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة, ولا نقاش في هذا الموضوع وهناك إجماع وطني حقيقي حول هذا الموضوع".
وأشار في كلمة خلال إحياء "يوم الشهيد", إلى انه "بفضل ما حصل اليوم لا يمكن لأي أحد أن يحمي فاسداً وهذا تطور كبير وهناك دعوة حقيقية لمكافحة الفساد ووضع اليد على الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة وهذا الأمر لا يرتبط بالحكومة لأن هذا الموضوع لدى القضاء".
وقال: "مكافحة الفساد قلنا انها تحتاج الى وقت وجهود والى جهاز قضائي وقاضٍ لا يخضع لضغوط سياسية ويتصرف بشكل غير انتقائي", لافتاً الى انّ "المطلوب اليوم موقف من مجلس القضاء الأعلى ومن القضاة أنفسهم والحديث عن ثورة أو انتفاضة أو حركة تاريخية أو خطوة انقاذية كبرى في البلد مرهون بالجهاز القضائي وبالقضاة وبضمائرهم ومسؤوليتهم".
وكشف نصرالله ان كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" اتفقتا على تقديم اقتراح قانون رفع الحصانة عن الوزراء منذ عام 1992 أي الوزراء الحاليين والسابقين.
وتوجّه نصرالله الى القضاة, بالقول: "تمثّلوا بالشهداء المضحين وليس المطلوب ان تقدموا دماءكم بل المطلوب منكم خطوة جريئة وشجاعة وإنقاذية وأن تتصرفوا بصلاحياتكم وأن تمتلكوا شجاعة عدم الخضوع لأي مرجعية سياسية أو دينية في البلد والشعب اللبناني كله معكم اليوم في هذه المهمة".
وأضاف: "بصفتي أمين عام حزب الله والذي هو مرجعية وزرائه في الحكومة ونوابه ويشكل غطاءً في مكان ما لموظفين في إدارة الدولة وعاملين في القطاع العام أتوجه الى المجلس القضاء الاعلى وأقول للقضاة: إذا في ملف إلو علاقة بأي مسؤول بحزب الله تفضلوا بلشوا فينا", وتابع: "إذا كان هناك أي فساد له علاقة بوزير أو بمسؤول بلدية أو موظف له علاقة بحزب الله انا أضمن لكم رفع الحصانه عنه إلى حين اقرار قانون رفع الحصانة والفاسد كالعميل لا طائفة ولا دين له".
وفي موضوع الحكومة والتكليف والتأليف, قال نصرالله: "لن أتكلم في الأمر لأن اللقاءات متواصلة والاستشارات قائمة ثلاثيا وثنائيا والأبواب مفتوحة لنصل الى أفضل نتيجة ممكنة لبلدنا".
أما عن الوضع الاقتصادي, فقال نصرالله: "أريد أن أوضح مسؤولية الإدارة الأميركية عن الوضع في لبنان ومسؤولياتها عن منع لبنان من استعادة عافيته وتعميق المأزق".
وأضاف: "القطاع الانتاجي في لبنان مضروب والقطاع الزراعي في أسوأ حال والصناعة وضعها صعب جداً وحركة التجارة تراجعت بدرجة كبيرة جدا والسياحة تأثرت بدرجة كبيرة", مشيراً الى انّ "الشركات الصينية تريد أن تستثمر مليارات الدولارات في لبنان وتقوم بمشاريع مهمة وبأسعار مناسبة وهذا الأمر سيحرك الانتاج والاقتصاد وسيؤمن فرص العمل لكن الولايات المتحدة ستمنع هذه الشركات من العمل في لبنان", لافتاً الى انّ "أحد أسباب الغضب الأميركي على رئيس الحكومة العراقية هو ذهابه الى الصين وعقد اتفاقات بما قيمته 400 مليار دولار وهذا يعتبر خط أحمر لدى الأميركيين".
وتابع: "الشركات الايرانية الرسمية والخاصة قادرة أن تستثمر في لبنان وتؤمن فرص عمل لكن الأميركي يمنع ذلك عن لبنان".
وكشف نصرالله ان "في بعض الدول العربية شركات ذهبت الى سوريا ووجدت استعدادا كبيرا من السوريين لاستقبالها للمساهمة في إعادة الاعمار وعندما عاد التجار الى بلدانهم اتصل بهم السفير الأميركي وهددهم بوضعهم على لوائح العقوبات وهذا الأمر ينطبق على لبنان", مضيفاً: "لبنان أكثر أمناً من أي ولاية في الولايات المتحدة الأميركية ومن واشنطن نفسها", مشيراً الى انّ "العقوبات الأميركية تركت أثراً على الوضع الاقتصادي اللبناني وعلى المصارف, وأموال "حزب الله" ليست في المصارف, والعقوبات الأميركية على القطاع المصرفي هي عقوبات على الشعب اللبناني لإحداث فتنة بين اللبنانيين".
ورأى نصرالله ان "الحل هو أن تتواصل الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية لإيصال المنتجات اللبنانية الى العراق عبر معبر البوكمال", مضيفاً: "عنّا صواريخ بزيادة عن حاجتنا وملبكين وين بدنا نحطها", وقال: "الأميركيون يعرفون جيداً أن اعادة فتح معبر البوكمال سيحيي الاقتصاد السوري واللبناني".
وأضاف: "قلت في خطابي السابق اننا نريد حكومة سيادية أي حكومة تأخذ المصالح اللبنانية بعين الاعتبار وتملك شجاعة القول للأميركي ان هذه مصلحة وطنية لبنانية واسمحلي وحل عن سماي".
وردّ نصرالله على وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو, قائلاً: "عجيبة الوقاحة وعجيب الكذب والظلم والافتراء فأين الفساد الذي أتت به ايران الى لبنان؟ أغلب الفاسدين في لبنان من أصدقائكم وحلفائكم ومن ناسكم", سائلاً: "أين هو النفوذ الايراني في لبنان في الشركات الايرانية أم في دعم الجيش؟", وأضاف: "النفوذ الايراني بالنسبة الى بومبيو وترجمته هو المقاومة وهو يريد أن يتمّ قطع يد المقاومة".
وشدد نصرالله على ان "الشعب اللبناني معنيّ بالحفاظ على كل عناصر قوته وعلى وحدته ولا يسمح لأحد بأن يأخذه إلى حرب أهلية كما انّ جمهور المقاومة معنيّ بهذه المرحلة بالتحديد بالوعي والفهم والبصيرة".
وبشأن الملف الاقليميّ, قال نصرالله: "كان هناك شبح حرب وفرضية حرب أميركية على إيران في الأشهر الماضية وهذا الاحتمال ابتعد بنسبة 99,99 في المئة وعلى كل دول المنطقة أن تبني حساباتها على هذا الأساس ونشهد تبدّلاً في لغة العديد من دول المنطقة وبعض دول الخليج التي كانت في صراع مع إيران", معتبراً انّ "إستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إيران فشلت, والحرب انتهى احتمالها, مضيفاً: "ترامب قاعد ناطر عالتلفون من سنة ومش رح يرنّ".